08/12/2010

شهدت مصر خلال الأيام الماضية تطورا خطيرا في مسارها السياسي والديمقراطي سيكون له تأثير واضح علي باقي المسارات الاقتصادية والاجتماعية بل والإقليمية والدولية بعد إخراج برلمان لا يحمل إلا وجهة نظر واحدة، وأصبح مجلس الشعب مجلسا أحادى الحزب والتوجه.

ويتزامن مع هذا ما شهدته مصر من قضايا أخرى لا تقل أهمية وخطورة عن تزوير انتخابات مجلس الشعب، وبخاصة ما يجري في السودان حيث اقترب فصل جنوبه من أن يكون أمرا واقعا تفرضه الإدارة الأمريكية والصهيونية علي الشعوب العربية والإسلامية، هذا بالإضافة إلى تواصل التجاهل العالمي لما يجري للقضية الفلسطينية وتراجع الإدارة الأمريكية أمام تصلب العدو الصهيونى فى إلغاء طلب تجميد الاستيطان واستمرار الحصار المفروض علي قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء، وأمام هذه القضايا وغيرها يوضح الإخوان رأيهم في الآتي:

أولا: علي الصعيد الداخلي:

  • يؤكد الإخوان المسلمون أن مجلس الشعب الذي من المقرر أن يبدأ انعقاده بعد أيام يشوبه البطلان ولا يعبر عن الشعب المصري ولا يمثل قواه الحقيقة، وإنما يرسخ لديكتاتورية النظام الحاكم وسعيه الدائم إلي نهب مصر والاستيلاء علي مقدراتها، دون رقيب أو حسيب، وأن الإخوان المسلمين ليس لهم أى تمثيل فى هذا المجلس الباطل، ويري الإخوان أن الأفضل لهذا النظام الاعتذار عن المهزلة التي شهدتها مصر ورصدها الرأي العام المحلي والدولي، وإعلان بطلان هذا المجلس حماية لسمعة مصر ومكانتها علي الصعيدين الدولي والإقليمي.
  • يطالب الإخوان المسلمون النظام الحاكم باحترام أحكام القضاء المصري التي أبطلت انتخابات مجلس الشعب في معظم دوائره، والتوقف عن الضرب بهذه الأحكام عرض الحائط، حتي لا يتم تقويض كافة سلطات الدولة، مما يهدد المؤسسية ويهدر الدستور المصري الذي دعا لاحترام القضاء من خلال تنفيذ أحكامه، وبذلك يتم هدم دولة القانون التى هى أساس الحكم الديمقراطى .
  • يدعو الإخوان المسلمون كافة قوي المعارضة السياسية المصرية الشريفة التي ساءها ما جري لمصر يومي 28 نوفمبر و5 ديسمبر لعام 2010 إلي الالتفاف والتوحد حول ضرورة الدفع في اتجاه الإصلاح السياسي بكافة السبل السلمية التي كفلها الدستور وأكد عليها القانون، وإلى ملاحقة المزورين لمحاكمتهم حيث أنهم دفعوا بمصر إلي هاوية التردي والتخلف السياسي والاقتصادى والعلمى والتقنى والذي سيكون له تأثيرات بالغة الخطورة علي المجالات الاجتماعية وعلى الاستقرار فى مصر .

ثانيا: علي الصعيد الإقليمي والدولي:

  • يجدد الإخوان المسلمون تحذيراتهم مما يجري في جنوب السودان والإقرار الدولي بانفصاله عن السودان مما يهدد الأمتين العربية والإسلامية ويفتح المجال للمشروع الصهيوني الأمريكي للانطلاق بدون توقف في العمق الاستراتيجي العربي، من خلال زرع دولة تنفذ مخططات هذا المشروع، وتقف حائط صد لانتشار الإسلام والتواصل العربى في عمق القارة الإفريقية، والتحكم في منابع النيل مما يضرب الأمن المائي العربي في مقتل.
  • يطالب الإخوان المسلمون الأنظمة العربية والإسلامية والدولية ومنظمات الإغاثة والعالم الحر، برفع الحصار الغاشم عن قطاع غزة وبخاصة مع دخول فصل الشتاء والذي يمثل كارثة على أهل القطاع تضاف لكارثة الحصار، نظرا لغياب كل مقومات الحياة من خدمات صحية ومعيشية وغاز وكهرباء وغيرها من مقومات الحياة، كما ندعو الفصائل الفلسطينية إلي السعي بجدية لنبذ الخلافات والعمل علي عودة الصف الفلسطيني كوحدة واحدة، تستطيع أن تواجه الاحتلال الصهيوني، الذي بدأ في ابتلاع فلسطين بخطوات متسارعة من خلال التوسع في إنشاء المغتصبات وتهويد القدس وتهديد المسجد الاقصي.
  • يؤكد الإخوان المسلمون على أن التعاطي الغربي مع وثائق ويكيليكس والزعم بأنها آراء وليست وثائق يكشف عن زيف وعود الحرية الغربية التى تكيل بمكيالين ، حيث كشفت هذه الوثائق عن القبول الأمريكى للاستبداد والديكتاتورية، بل والتنسيق مع الأنظمة المستبدة فى العالم على حساب حريات الشعوب وحقوق الإنسان، كما فضحت الأهداف الأمريكية والصهيونية فى المنطقة .
  • يري الإخوان المسلمون أن الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأمريكي لقواته الموجودة في أفغانستان تعكس فشل الاستراتيجية التي نفذها أوباما قبل عام في أفغانستان، وتؤكد أن الاحتلال الأمريكي فشل بشكل كبير في أفغانستان، كما فشل في العراق.