معلومة ع السريع : فضائل الصحابي "سعد بن أبي وقاص".

هو من أبناء عم أم النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك دعاه النبي صلى الله عليه وسلم بخالي أي أنه من أخواله، وليس المراد أنه أخو أمه فإن والد سعد، هو مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وجد النبي صلى الله عليه وسلم لأمه هو وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.

قول علي ابن أبي طالب، رضي الله عنه، عن سعد رضي الله عنه:

"ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه الا سعدا، فاني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد.. فداك أبي وأمي".

كان سعد يعدّ من أشجع فرسان العرب والمسلمين، وكان له سلاحان سهامه ودعاؤه.

اذا رمى في الحرب عدوّا أصابه.. واذا دعا الله دعاء أجابه..!!

وكان، وأصحابه معه، يردّون ذلك الى دعاء الرسول له.. فذات يوم وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم منه ما سرّه وقرّ عينه، دعا له هذه الدعوة المأثورة.

" اللهم سدد رميته.. وأجب دعوته".

وهكذا عرف بين اخوانه وأصحابه بأن دعوته كالسيف القاطع، وعرف هو ذلك نفسه وأمره، فلم يكن يدعو على أحد الا مفوّضا الى الله أمره.

من ذلك ما يرويه عامر بن سعد فيقول:

" رأى سعد رجلا يسب عليا، وطلحة والزبير فنهاه، فلم ينته، فقال له: اذن أدعو عليك، فقال ارجل: أراك تتهددني كأنك نبي..!!

فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين، ثم رفع يديه وقال: اللهم ان كنت تعلم أن هذا الرجل قد سبّ أقواما سبقت لهم منك الحسنى، وأنه قد أسخطك سبّه ايّاهم، فاجعله آية وعبرة..

فلم يمض غير وقت قصير، حتى خرجت من احدى الدور ناقة نادّة لا يردّها شيء حتى دخلت في زحام الناس، كأنها تبحث عن شيء، ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها.. وما زالت تتخبطه حتى مات".