14/07/2011

تقرير / وائل الحديني :

( الإستحمار عن بعد ) : هذا العنوان تصّدر مقال نشر يوم الثلاثاء على موقع اليوم السابع !!

وهو أيضاً لفظ كثيرٌ ما سأضطر لإستخدامة آسفاً طوال هذا التقرير  لأغراض شتى ، وأنا أناقش أفكار الكاتب ( !!! ) المحسوب على فلول النظام المخلوع يقيناً ، وإن صغر حجمه .

كاتب المقال هو أحد مستحمري النظام المخلوع ، صاحب حلقات حالة حوار ( الآسنة ) ، الذي عاد راكباً مطية الثورة ، يرتدي ثوب الثوار ، ويتحدث بإسم الميدان !!

د/ عمرو عبد السميع للذي لا يذكر هو ذاك الصحفي السمين الجسد الذي يرتدى عدسات نظر و يضحك با ستخفاف ، وهو يمارس التمثيل الفاجر على الشعب .

كان عمرو يأتي ( فى المناسبات ) بكل ( مرتزقة النظام ) من إعلاميين وساقطين ومنحرفين ، ويعطيهم الإذن لكي يهاجموا أعداء النظام  بشراسة ، والبله يتساقط من فمه وشفتيه ، بدون أن يعطي لأحد مساحة للرد على سبه وقذفه ( الشيطانيين ) .

إذاً هو مارس الخداع بإسم النظام ومن أجل النظام !!

لكنه الآن ( عاد ) يرتدي مسوح الثوار  ، ويطل ككاهن ثوري يقّيم الثورة وينصح الثوار ، ويطالب بحق الشعب ، ويرفض أن يستحمر ، فكفاه استحماراً ( برأيه )  .

كان عمرو  مديراً لجريدة الأهرام العربي فى لندن ، وارتكب ( برواية ثقاة ) جريمة التحرش بسكرتيرته السمراء ( ظناً أن لندن تنحاز لذوى البشرة البيضاء ) ، ثم طورد وهرب بوساطة مقربين من النظام ، ودفعت رشى وأموال طائلة للمبلغّة لتصمت ، هذه الأموال كانت من جيوب الشعب (المستحمر) بظن النظام ، حين ظن أنه سيبقى مستحمراً للأبد .

عاد عمرو وأعطوه التمثيلية الهزلية ( حالة حوار ) ليرد الجميل بإسراف ، لكن الشعب استحمر مستحمريه ، ونجا عمرو ، ليبقى أشهر رهن الإختباء ، ثم عاد كما عاد  ـ من قبل ـ من لندن ، وكأن شيئاً لم يكن ، كما سبقه كرم جبر ، فى انتظار الدقاق وعبد الرحيم علي وعبد الله كمال لتكتمل المنظومة ( المنحرفة )  !

يشير عمرو فى مقاله الاستحماري إلى أوجه الشبه ( برأيه) بين عصام شرف وعبد الوارث عسر ( فى الأداء التثميلي ) واجادة التنقل بين الأدوار الدرامية :  (المتهافت المتباكى )  تارة ، و(المتظاهر بالحزم والقوة ) تارة أخرى .

ثم عاد ليصف  عصام شرف بالممثل الفاشل : (وفى حالة عصام رئيس الوزراء، نجد أنفسنا- بالفعل- أمام مهزلة، لأنه يمثل تمثيلاً رديئاً، لا نشعر فيه أن الهدف هو إقناع الناس، ولكنه استحمار الشعب استحماراً كامل الأركان عن بعُد من دون تلامس، فى حين يدعى الرجل أنه مسؤول جاء من وسط الناس لمجرد أدائه المشهد الذى دفع به إلى الحكم من قلب ميدان التحرير، حين رشحت القوى الثورية الأستاذ حازم الببلاوى، وعصام شرف، ولأسباب تتعلق برؤية بعض التيارات والفصائل التى قدرت أن عصام أسلس قياداً، وأقرب إليها من حبل الوريد، تم اختيار عصام ).

ثم يتحدث فى نقاط طويلة عن الكيفية التي استطاع عصام بها استحمار الشعب ، سواء من الميدان أو من داخل مبنى مجلس الوزراء ، ومن الغرفة المجاورة لغرفته ، والتي يجلس فيها شباب الثورة .

ثم ينتقل عمرو إلى ( قضية البرلمان والإنتخابات ) متأسفاُ على ما يهدر من أموال الشعب فى الإنتخابات سواء القادمة أو السابقة ( المزورة ) !! : ( ...فى غياب البرلمان، عامل عصام، رئيس الحكومة، شعب مصر بوصفه ضيفاً فى بلده، لا ينبغى له أن يتدخل فى أمور البيت وأصحابه، وأصبح على ذلك الشعب أن يدفع تكلفة الانتخابات القادمة، كما دفع تكلفة الانتخابات المزورة فى نهاية العام الماضى، يعنى هو يدفع ذهاباً وإياباً من دون جريرة أو ذنب ).

ثم ينتهي المقال بغباء شديد كما بدأ .

الحقيقة أن اليوم السابع تستمر فى ممارسة سياسة الاستحمار ، بفتح المجال لهؤلاء الشرذمة الأفاقين من سدنة وفجرة النظام المخلوع ، ليطلوا على الشعب عبر بوابتها ، وكأنهم حكماء يوجهون النصح ويمارسون الإرشاد .

أغرب ما فى المقال هو استحمارية الكاتب الذي أخطأ وهو ( المخطئ على الدوام ) فى حق الشعب ووصفه بالغباء والتردد والاستكانة  والإنقياد.

هذا الشعب  العظيم ( امتلك ) إرادة الخروج على نظام الفرعون ( الحجري ) وتحديه ونزع الشرعية عنه ، ومرغ أنف الرئيس  الفرعون ( الذي ماكان يظن أن فى الكون إله )  ـ والذي كان سدنته يسجدون له ـ وأسرته فى التراب ، وأستحمر بقية النظام ، ووضعهم فى طرة كالرعاع .

والخطأ الوحيد الذي ارتكبه ـ ربما ـ أنه ترك حاشية البلاط والخدم وسدنة المال يعودون من جديد بأقنعة جديدة ، وإن بدت غير مقنعة .

معركة الشعب القادمة يجب أن تكون مع هؤلاء فأستئصال شأفتهم مطلب لا يقل أهمية عن المطالبة بمطاردة فلول الحزب المنحل وبلطجيته ،  وضباط أمن الدولة ، وممارسي القهر والتعذيب والانتهاكات ، وإن كانت ( الأولى )  أولى .