أصبحت الأخبار المتعلقة بانهيار العقارات وسقوطها بمحافظة الدقهلية، أمرًا عاديًا في الآونة الأخيرة، كان آخرها سقوط أجزاء من أحد المنازل المكونة من 4 طوابق بشارع المديرية بمدينة المنصورة، أمس وإخلاؤه من السكان بعد انهيار شرفتي الدورين الثالث والرابع وأرضية الدور الرابع.


طبقًا لتصريحات إعلامية لمسؤولي المدينة والحي، فإن جميع العقارات المنهارة صادر لها أوامر إزالة، وهناك عقارات أخرى صادر لها قرارات إزالة إلا أن سكانها مازالوا يقطنونها حتي الآن، لعدم وجود بديل آخر لهم.

 

محمد عبد الله، موظف، أحد سكان منطقة عزبة عقل بالمنصورة، قال إنه يسكن بالدور الخامس بعقار مكون من 6 طوابق، صادر له قرار إزالة للطابقين الخامس والسادس، إلا انه لايوجد أمامه حل آخر، سوى السكن في المنزل وعدم تركه، مع زوجته وأولاده، مشيرًا إلى أنه عند صدور قرار الإزالة يجب تخصيص مكان للأسر المتضررة حتي يتمكنوا من إخلاء المنزل وتنفيذ القرار قبل وقوع الكارثة.

 

أما عمر السعيد، محاسب من مدينة ميت غمر، علق قائلًا: "إحنا مش بنسمع عن قرار الإزالة، إلا بعد وقوع المنازل، لكن مفيش لجان بتمر ولابتعاين ولافي ضمير وبنستني لما الكارثة تقع وممكن ناس تموت".

 

منال محمد، ربة منزل، من مدينة المنصورة، قالت إن ضيق ذات اليد يدفع المواطنين لمعايشة الأمر الواقع، موضحة أن جميع العقارات الآيلة للسقوط والصادر لها قرار إزالة، هي عقارات قديمة سكنها المواطنون بمبلغ زهيدة، وفقًا لقانون الإيجار القديم.

 

وأشارت منال، إلى أ،ه من الممكن أن يبلغ إيجار الشقة 10 جنيهات شهرية مثلًا، فعندها يكون منه غير المعقول أن يترك أحد شقته التي لاتكلفه أي أعباء مالية، ويدخل في دوامة البحث عن شقة بقانون الإيجار الجديد.

 

وقبل أيام قليلة شهدت مدينة السنبلاوين ظهور شروخ واضحة وتشققات بأحد العقارات بميدان المشد، فقرر رئيس مجلس المدينة أحمد الشربيني، إبلاغ الشرطة وتبين أن العقار صادر له قرار إزالة أيضًا وتم مخاطبة سكانها لإخلائه.

 

وقبلها شهدت مدينة منية النصر إنهيار مفاجئ لأحد العقارات المكونة من 3 طوابق وأنقذت العناية الإلهية سكانه، لسقوطه عقب خروجهم للعمل والمدارس صباحًا وذلك بسبب قيام عمال بالحفر بأحد العقارات المجاورة له.

 

عقار مدينة دكرنس هو الأشهر بتلك القضية، والذي سقط يناير الماضي، وأسفر عن وفاة شخص وإصابة 3 آخرين والعناية الإلهية أنقذت أسرتين من الموت المحقق من ساكني العقار الأسرة الأولى لشخص يدعى مدحت ذكي مكونة من 5 أفراد كانت خارج العقار لحضور أحد الأفراح الأسرة الأخرى لشخص يدعي إبراهيم وزوجته كانوا بالمحل الخاص بهم.

 

مدحت ذكي أحد السكان المتضررين من عقار دكرنس المنكوب، قال إنه عقب الإنهيار منحت وزارة الإسكان 7 شقق للأسر المتضررة بإسكان الشباب بقرية نجير بمركز دكرنس، تعويضًا لهم، على أن تكون هذه الشقق بنسبة مخفضة عن ثمنها اﻷصلي، وتدفع على أقساط لمدة 20 سنة.

 

ويكمل ذكي، أنهم فوجئوا عقب ذلك بأن رئيس مجلس المدينة يقدم لهم قرار الحصول على الشقة كأي مواطن عادي، وهو مبلغ 5000 آلاف جنيه مقدمًا، و600 جنيه أقساط شهرية لمدة 20 سنة ليكون ثمن الشقة في النهاية 149 ألف جنيه.


من جانبه قال المهندس حسام الدين إمام محافظ الدقهلية الانقلابي في تصريح صحفي، إنه شدد علي رؤساء الأحياء والمدن بمتابعة وتفقد المنازل جيدًا ورصد العقارات المخالفة والصادر لها قرار إزالة وحصرها والعمل علي سرعة إخلائها وتوفير أماكن بديلة للسكان
 ، ولكن ما زال الأمر محلك سر !