عزت النمر :

 

من مساخر المشهد المصري المعتم حملة جديدة بدت لجمع توقيعات من الشعب للتمديد للسيسي لثمانية سنوات بغير انتخابات..
هل يمكن أن نأخذ هذه الحملة على محمل الجد؟!..

الجواب: نعم لأنه نظام بلا عقل وطبيعي أن يعتمد مثل هذا الخبل.."عملناها مرة ونفعت"..

ما أوجه التشابه والاختلاف  بينها وبين تمرد؟!

هل ينفق عليها كذلك خونة الامارات وعيال زايد؟!..
هل تدنى مستوى مطابخ المخابرات العامة والحربية حتى تقدم مثل هذه الطبخات "الحمضانة"؟!
من هو ياسر التركي منسق الحملة وما الفارق بينه وبين محمود بدر وشريكه؟
هل هو بانجو جديد أو برايز أم أنه نوع جديد يفرضون على الشعب الخائف أن يتعاطاه تحت إسم جديد أو ربما بلا اسم هذه المرة؟!
هل هناك تغيرات في البيئة الحاضنة للحملتين؟!
هل مازال الاعلام يملك السحر الكافي والتوجيه كما في السابق؟!
هل سطوة الجيش وقسوة الداخلية سيكفيان كتأمين للحملة وغطاء يكفل لها النجاح وتحقيق مراداتها؟!
ما العلاقة بين هذه الحملة السخيفة وحملة مضادة يبشر بها عصام حجي المستشار العلمي للانقلاب في طلعته الأولى؟!
"الرجل" طرح مبادرة وحملة توقيعات رداً على مبادرة التمديد واستهدف ما أسماه "مجلس رئاسي" يقهر السيسي  في الإنتخابات الرئاسية في2018..
هل توقيت وأسلوب طرح "حجي" يوحي بأن العَالِم الانقلابي داعم لفكرة التمديد بأكثر ما هو محارب لها؟!
أم أنه في أحسن الأحوال يحاول أن يحصر الخيارات في خيارين إما السيسي وإما زبالات الليبراليين..
في رسالة واضحة للشعب والاسلاميين أنه لا محل لكم في المعادلة.. وأن البدائل المتاحة هي المنح والفضلات الامريكية وفقط.
هل هي وثيقة سلمي جديدة؟!..
هل هي مبادئ فوق دستورية في ثوب جديد؟!..
هل ستجد من يصفق لها؟!..

نعم وبكل تأكيد.. لأنها لم تكتفي بالهدوء الآسن الحالي، بل تقدم تبريداً مجانياً بالتحول من الخمول والكمون الثوري الحالي إلى المعارضة السياسية..
إنها قفزة على واقعنا الحالي وإزالة للجميع الى صندوق الزبالة.

أي حوار يتعدى محاربة الانقلاب وازالة أثاره سيُصنَع له أنصار ومؤيدين..فما بالكم وحوار يسعى لدفن مرسي والاخوان والشرعية وكل استحقاقات يناير؟!.

الظهور الجديد و"النيولوك" لعصام حجي يفرض أوجه كثيرة للتشابه ويدعو للمقارنة مع  نموذج محمد البرادعي.. فهما يتميزان بحضور خارجي وألقاب دولية والإثنان شاركا كغطاءين للإنقلاب وتمرير جرائمه.

ثم ظهر البرادعي كمهرج كبير وعاهرة قذرة في مشهد الغدر والخيانة والعمالة مع برنارد ليون.. ويبدو أنه نفس المسار الذي يسير فيه عصام حجي وسينتهي به نفس المنصة من العهر الدولي العلماني و"الاستربتيز" السياسي .

ما الذي جعل العَالِم عصام حجي يتغافل عن حقيقة أن منافسة الدبابة بالانتخابات في واقعنا هو الهطل بعينه؟!.

هل نسي عصام حجي أن العلم الذي لا يكيل بالبتنجان تم كيله بالكفتة في عهد العسكر وفي حضور قائد الانقلاب ،وكان حجي حينئذٍ قريباً من "المِعَلِم" ومستشاراً علمياً له؟!

إن الحملتان.. حملة التمديد للسيسي وحملة الرفض بدعوى المجلس الرئاسي كلاهما وجهان لعملة واحدة قذرة.

هدفهما معاً القفز على الثورة والالتفاف على إرادة الجماهير وإقصاء السياسة والتغرير بالحاضر وتدجين المستقبل بإعتماد التوقيعات والاستمارات وألاعيب المخابرات بديلاً للإرادة الشعبية وأي استحقاقات لثورة يناير. 

هل يحتاج  منسقا الحملتين للتذكير أن في البلد دستوراً بل دستورين، إن لم يحترما الشرعي وهو 2012  لأسباب تخصهما، كان من البدهي والمنطقي أن يحترما التالي والمزور  والانقلابي في 2013؟!.

أم أن الراعي الرسمي للحملتين وللانقلاب يعتبر أن الدساتير والقوانين مجرد ورق "تواليت" تستخدم فقط عند اللزوم لـ"الخلفية" العسكرية؟!.

طبعاً لا أحد يُذِّكرنا بشئ اسمه برلمان لأن دوره الساقط سيأتي في المرحلة التالية كمحلل قذر لهذه الدعارة السياسية.

ما الذي يخشاه السيسي ونظامه ليقوم بهكذا حركات وكان يمكنه الانتظار باطمئنان لانتخابات 2018 و2022  أو حتى 2052 طالما هو مطمئن الى داخليته الأمينة وجيشه الباسل وقضائه الشامخ النزيه؟؟!.

   بقيت نقطة تاريخية تُذكر في الموضوع.. أنه لم يتلاعب أحد بالدستور لتغيير خريطة المستقبل واستفاد بها.

فالسادات غَيَّر الدستور ولم يستفد به واستفاد بالتغيير خلفه مبارك. كما أن مبارك أجرى تعديلات دستورية ليورث نجله جمال فلا هو استفاد ولا استفاد به المتعوس.

ولعل الحملة الحالية والتغيير المأمول يقدمان بشارة ضمنية أن السيسي ونظامه الساقط لن يكملاً مدتهما الأولى التي تنتهي في 2018 وربما قبل ذلك بكثير!!.

"ويقولون متى هو : قل عسى أن يكون قريباً"..

@EZZATNEMER
[email protected]
https://www.facebook.com/ezzat.elnemr.9
 

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر