كشف عمر الحضرى، المنسق العام للنقابة المستقلة للعاملين فى الآثار، عن سقوط سقف مقبرة «رع ور» بالهرم منذ 4 أيام، فضلاً عن دهان مقبرة «سشم نفر» بالهرم بدهان «البلاستيك».

وقال «الحضرى» فى تصريحات صحفية، إن مرور الخيالة بالهرم على سطح المقبرة أدى لانهيار السقف والحائط الغربى، فيما أكدت منطقة آثار الهرم أن سقف المقبرة حديث ولا يعد أثرًا.

وأوضح «الحضرى» أن وزارة الآثار لم تعلن عن الحادث، حتى لا تحدث ضجة تعكر صفو حفل الافتتاح المزمع إقامته، الأسبوع المقبل، لإحدى المقابر الأخرى فى منطقة آثار الهرم، لذا لجأت مديرة الإدارة الهندسية إلى ردم الجزء المنهار من المقبرة «بالكراتين والحجارة».

فيما زعم أشرف محيى، مدير منطقة آثار الهرم، إن مقبرة «رع ور» هى فى الأساس بقايا مقبرة مدمرة اكتشفها عالم المصريات، سليم حسن، فى 1929، حيث اكتشف وقتها مجموعة من البلوكات الحجرية تحوى مناظر ونقوشاً، وجمعها وأعاد بناء المقبرة بالحديد والأسمنت، ووضع تلك البلوكات عليها، لذا فإن ما سقط هو فى الأساس حوائط حديثة، وليست آثاراً..

الانقلاب يتاجر بالآثار
وشهدت المناطق الأثرية في مصر بصفة عامة وصعيدها بصفة خاصة، عمليات سرقة ونهب كثيرة، فقد استغل اللصوص حالة الانفلات الأمني, وباتوا ينقبون عن الآثار في كل مكان، وفي الشهور الأخيرة خاصة بعد الانقلاب العسكري فى 3 يوليو زادت سرقة الآثار.

ووفقا لما ذكرته بعض الدراسات فإن معدل سرقة الآثار زاد بشكل كبير الفترة الماضية، وبيعها في الولايات المتحدة السوق المستهدفة لترويج الآثار المصرية.

ومعظم الآثار يتم تهريبها عن طريق البحر خاصة الكبيرة منها, و يتم ذلك من خلال أماكن بعيدة عن أعين حرس الحدود, فهناك توابيت كاملة تخرج من البلاد بهذه الطريقة، أما القطع الصغيرة كالتماثيل والتمائم فبعضها يخرج في حقائب بعض الدبلوماسيين التي لا يتم تفتيشها.

وأفرد صحيفة "ذا آرت" البريطانية المتخصصة في الفنون، تقريرا مؤخرا، أشارت فيه إلى إن أعمال النهب التي تشهدها الآثار والتحف المصرية بلغت مرحلة كارثية، موضحة أن ثمة اختلافًا كبيرًا حول الطريقة المثلى للحد من التجارة غير الشرعية وسرقة الآثار.

وكانت الأرقام التي جمعتها لجنة التجارة الدولية الأمريكية قد كشفت عن أن قيمة البضائع الأثرية، التاريخية المصرية التي تم توريدها إلى الولايات المتحدة في 2013 قد بلغت 10.7 ملايين دولار، بزيادة عن مثيلتها في 2012 (105.5%)، عندما سجلت هذه القيمة 5.2 ملايين دولار، في حين بلغ إجمالي قيمة هذه الواردات 1.2 مليون دولار في 2011.

ونقلت الصحيفة الاستغاثة التي أطلقتها عالمة الآثار المصرية مونيكا حنا في تغريدة على حسابها الشخصي على موقع "تويتر" في أغسطس الماضي، بعد اقتحام لصوص المتحف الوطني في ملوي بمحافظة المنيا.

ومؤخرا، أكدت الجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار، أن مفتشي وزارة الآثار اكتشفوا سرقة جبانة فرعونية من منطقة الجبل القبلي بالهرم.

واتهمت الجبهة، وزير الآثار ومسئولى الوزارة بالتقصير والإهمال والتسبب في سرقة الآثار بصفة مستمرة.

بدوره حمل أسامة كرار، المنسق العام للجبهة، قيادات منطقة الهرم الأثرية والأمنية مسؤولية سرقة المقبرة الغنية بالآثار، مؤكدا أن انصراف كل منهم للحصول على مكاسب مادية وإهمال الحماية الأمنية للمنطقة كانت سببا في السرقات المتكررة التي تضرب الآثار المصرية.