حي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين صمود وثبات الثوار الرافضين للانقلاب العسكري في مصر، وثمن نضالهم المتواصل لأكثر من عام دون فتور.

وأكد  الاتحاد في بيان له أن ما حدث في رابعة العدوية والنهضة بمصر منذ عام كان منظومة قتل وليس منظومة فض وكان مذبحة ومحرقة، وأن النصر حليف الحق، وأن حق الدماء لن تسقط بالتقادم، وأكد أن القصاص هو حق شرعي.

وطالب بمحاكمة القتلة وقادة الانقلاب العسكري وملاحقتهم قانونياً وحقوقياً وسياسياً ودبلوماسياً .

وقال الاتحاد يتابع في مصر الحبيبة متابعة شبه يومية ، نظراً لأهمية مصر في قلب وعقل الأمة الإسلامية والعربية ، وأنها الدولة المحورية الكبيرة في المنطقة، وبخاصة بعد الانقلاب العسكري الجائر الذي وقع في 3 يوليو 2013م ضد سلطة شرعية منتخبة ورئيس منتخب وهو الرئيس الدكتور محمد مرسي.

وأضاف البيان أن ما تبع ذلك من انتهاك لكافة الحقوق الإنسانية على أيدي قادة الانقلاب وسلطاته المختلفة وأتباعه ، وارتكابهم مجازر ومحارق ضد المصريين في أحداث كثيرة على رأسهم مجزرة ومذبحة ومحرقة رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013م.

وأكد الاتحاد في الذكرى الأولى لتلك المحرقة أن من ارتقوا في تلك المذبحة والمحرقة شهداء عند الله تعالى، كما دعا الاتحاد لكافة المصابين بالشفاء، كما دعا بالصبر والثبات لأهالي الشهداء والمصابين.

ووجه الاتحاد العالمي التحية والتقدير إلى الثوار الصامدين الثابتين ، الذين يضربون أروع الأمثلة للأمة كلها في الثبات على الحق ، ومقاومة الباطل ، ويدفعون مقابل ذلك أغلى ما يملكون وهي حياتهم ، وذلك بشكل يومي ، وعلى مدار ما يزيد عن عام منذ انقلاب يوليو العسكري في 2013م وحتى اليوم .

وأكد الاتحاد أن ما حدث في رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس 2013م هو منظومة قتل منظمة ومعدة سلفاً ، وليست منظومة فض على الإطلاق ،
وبغطاء عالمي في حينه، وقد حدثت تلك المجزرة والمحرقة في حق الآلاف من أبناء الشعب المصري المطالبين بحريتهم وكرامتهم وإرادتهم وهم مسالمين تماماً ، ويمارسون حقهم الدستوري والقانوني والثوري ، إلا أن يد الغدر والبطش والقهر أبت إلا أن تقتل منهم الآلاف ، وتحرق المئات ،  في مشهد خلا من كل معاني الإنسانية والرحمة .

وثمن الاتحاد العالمي دور بعض المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية التي أدانت تلك المجزرة ، التي ارتقى فيها الآلاف ، بل واعتبروها جريمة ضد الإنسانية وواحدة من أبشع المجازر في تاريخ الإنسانية كلها ، ويدين الاتحاد في ذات الوقت الصمت المريب والمخزي من العديد من المنظمات العربية والإسلامية إزاء تلك المحرقة الرهيبة.

وأكد الاتحاد على أن الحق في الدماء لا يسقط بالتقادم ، وذلك فق الآليات التي نظمتها الشريعة الإسلامية والقانون الدولي كذلك . كما يؤكد الاتحاد أن النصر حليف الحق والثابتين عليه ، وأنه من عند الله تعالى وحده ، وأن الباطل إلى زوال مهما بدا متماسك على غير حقيقته.

وطالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية والعربية بل والعالم الحر ، الوقوف بجانب الحق وعدم الوقوف بجانب الباطل ، والحق واضح مع الثوار المصريين الثابتين في مواجهة آلة البطش والقهر الانقلابية العسكرية ، كما يطالبهم بملاحقة قادة الانقلاب العسكري ، وسلطاته الجائرة ، لمحاكمتهم محاكمات عادلة ، تستعيد الحقوق المسلوبة .

وحث الاتحاد كافة االفئات الثورية المناصرة للحق ضد الباطل ، أن تصطف اصطفافاً وطنياً ، وتوحد صفها ، وتنسى أي خلافات حقيقية أو مصطنعة ، وأن تبحث عن القواسم المشتركة وهي كثيرة ، وتستمر في نضالها حتى تسقط الانقلاب ، وتستعيد الحرية ، والكرامة ، والإرادة للشعب المصري بالكامل ، الذي لا يستحق أبداً أن يستعبد أو أن يقهر أو أن تسرق ثرواته أو أن يدار أمره في غيبة منه بعد اليوم .

ووجه الاتحاد العالمي رسالة إلى الشعب المصري العظيم ، بأن ينحاز إلى الحق ، وأن يقوم بدوره في الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير ، التي ارتقى فيها المئات من أبناء الشعب ، ليعيش الملايين في حرية ، وكرامة ، وعدالة ، حيث لا يجب التفريط في تلك المكتسبات أبداً .