نافذة مصر
ابنتي وحبيبتى الغالية / أسماء الحُرة الأبية ..
سلام الله عليكِ أينما كنتِ ..
أكتب بهذا الخطاب من سويداء القلب إلى روح القلب الحرة الأبية الشامخة " أسماء البطلة " التى لطالما يسعدنى سيرها على الدرب وتمسكها بالحق واعتزازها بقضية الإصلاح والتغيير ، وتقبلها تبعات درب الأنبياء والمصلحين ..
ولا أملك إلا أن أدعو لها بأن يقوى الله ظهرها ويشد من أزرها حتى تكون دائماً غصة فى حلق الإنقلابيين وأشياعهم وأتباعهم وأن تكون كذلك نموذجاً يُحتذى به بين طالبات جيلها ، فتُسطر لنفسها صفحة مشرقة فى تاريخ الحرية والكرامة والعزة لهذا الوطن الحبيب ، وقبل ذلك كله فى سجلها بين يدىّ الله عز وجل ..
أسمائى الحبيبة :
لقد علمت من جرائد يوم الإثنين بأنه تم اعتقال مجموعة من الطالبات بجامعة الأزهر بالزقازيق – فأيقنت فى الحال – بأن حبيبتى من ضمن هؤلاء الحرائر إلى أن تأكدت الأخبار من خلال بعض الزيارات ، ولم تصلنا بعدها أى معلومات تعطينا أى تفاصيل آخرى ، وبالتالى ظللت طوال أمس أدعو الله لكِ ولأخواتك الكريمات العفيفات بالصبر والثبات وأن يرهب الله بكم جند الباطل وحزبه الضعفاء الجبناء ، وأن يُعلىّ الله من صيحاتكم ونداءتكم ويُسمع بها العالمين ، وأن يجمع عليكم وحولكم قلوب الجميع مناصرين لكم ومؤيدين ، حتى نساهم بشئ بسيط فى تحرر ونهضة بلدنا ..
واطمئنوا يا حرائر الأزهر الشريفات ... فها أنتم تدفعون ضريبة الحرية والكرامة من أعز ما تملكون ، وها أنتم تصرون على أن تنتزعوا حرية جيلكم ووطنكم بثباتكم وصمودكم – فحيا الله مواقفكم وبارك فيكم وجعل النصر والتمكين على أيديكم ..
ورغم سعادتى واعتزازى بمواقف حبيبات القلب ، فإننى لا أدرى حتى هذه اللحظة طبيعة ما حدث ؟ وهل تم فك أسركِ وأسر الحرائر ؟ أم ما زلتم محجوزات حتى الآن ؟ فأرجو أن يصلنى رداً سريعاً حتى تطمئن به نفسى ..
كما أتمنى إن وصل هذا الخطاب وكانت أسماء قد أكرمها الله وفُـكَ قيدها – فلتثبت وتحتسب – كل ذلك فى ميزان الحسنات ، وإياكِ إياكِ والخوف أو التقهقر أو التراجع [ فكلنا مشاريع شهادة ] يا حبيبتى ، ونحن أصحاب قضية عادلة ومشرفة وفى أعناقنا رسالة سامية تستلزم البذل والفداء ، وتأكدى أن [ الإصلاح سستحق أكثر ] فسنظل جميعاً نحمل راية الإصلاح والتغيير ، وكلنا ثقة فى موعود الله وتوفيقه لنا جميعاً ، ولن يتخلى الله عن عباده وأوليائه أبداً ..
ومرة آخرى قبلاتى الحارة لكِ يا حبيبتى وعلى يد بل وقدم كل حرة شريفة منكن ، ولا يرهبكن تصرفات تلك العميدة المرتعشة المنبطحة ، فلسوف نرى فيها جميعاً آيات الله ، ولسوف يفضحها الله فى عقر دارها ومكتبها قريباً جداً وعلى رؤس الأشهاد ..