حامد شاكر :

يعلم المجلس الأعلى لكبار القادة، علم اليقين، أن الأمة في 25 يناير وما بعده مباشرة وثقت في صدقه ككيان وأفرادٍ؛ في كل ما أوحَى به من حِرْص تام على الوقوف إلى جانبها من أجل تحقيق أغلى أحلامها في قدْر واجب من الحرية والعيش الكريم. ولم يكن إنجاز ذلك المطلب ليتعارض أبدا مع مخططِ جني مكاسِبَ شخصية وطموحات فردية؛ لو خطط المخططون بقدْر من الحكمة التي تخدم الصالح العام للأمة، والأمجاد الفردية للمُخططِ، معا. واستمرار موجات التخويف من الجانب الأقوى، والتخوين من الجانب الأضعف، في هذا البلد لن يخدم هدفا ذا قيمة أو غاية كريمة لهذا الطرف أو ذاك؛ ولن ينتهي إلا بمزيد من كوارث تحيق بالأمة، لا تُشرِّف أحدا. ولا خلاص من هذا المصير المحتوم إلا برحمة من الله وفضل، وتوجُّه الجميع إلى بداية جديدة نظيفة - نفسا وروحا ووجدانا - يكون السعي فيها إلى تحقيق غايات أسمى. والغايات السامية لن تتحقق أبدا إلا من خلال وسائل على نفس القدر من السمو والجدية والجدارة.

وفي التراث أن "العيش الذي يُفتش لا يُؤكل"، والتفتيش في ماضي هذا أو ذاك لم يكن ليمنع وقوع ما وقع؛ ولن يُخرج ضغائن النفوس أو يُعوِّض أحدا عما فاته. ومن غير شك، فإن ما وقع (مهما كانت بشاعته) وقع بعلم الخالق"ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يُريد"؛ وحساب كلٍّ في النهاية عند ربه، وهو الحساب الذي سوف يحسم كل خلاف. 

وما من شك في أن أي إنسان، ذكرا كان أو أنثى، لن تكون له (أوْ لها) أدنى قيمة حقيقية في غيبة مآثر ومفاخر الرجولة (من شهامة وتسام ونبل وكرم وتواضع وأمانة وإنصاف)؛ مهما تطاول (أو تطاولت) في البنيان، مالا وجاها وشهرة ونفوذا.  وليكن المُرَوِّجون لفضائل الحيل والخداع والتجني، على يقين تام كامل وشامل؛ بأن ممارسات الشماتة والتشفي والتنابز بالألقاب لم تكن يوما، ولن تكون أبدا، من شِيَم الرجولة الحقيقية .. الجديرة بالتقدير والاحترام.


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع