بقلم : مجدي مغيرة


تمر علينا ذكرى وكسة 1967 ومازال التهريج والتهجيص والتهييس في دولة العسكر هو كما هو ،

 ومازال إنكار الحقائق التي يراها الكبير والصغير عيانا بيانا هو كما هو ،

ومازال تبرير الهزائم والانكسارات  والفشل والخيبات هو كما هو

قادة لا يملكون من المواهب شيئا إلا مواهب المكر والخداع والكذب ، ولا يجيدون سوى السرقة والنهب والخراب والدمار ،

ولا يحرصون على شيء حرصهم على مناصبهم وكراسيهم ومزاياهم ، وفي سبيل ذلك لا مانع لديهم من ارتكاب الموبقات ، وانتهاك الحرمات .

لا يستأسدون إلا على شعوبهم ، غلاظ الأكباد على أمتهم ، أذلاء أمام أعدائها .

يخدعون الجماهير بحناجرهم ، ويكافئون العدو بالفرار منه والانهزام أمام جيوشه .

ويكفي تعبير نزار قباني عن ذلك في قصيدته هوامش على دفتر النكسة التي قالها عقب هزيمة يونيو 67 :

إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

لأننا ندخُلها..

بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ

لأننا ندخلها..

بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

خلاصةُ القضيّهْ

توجزُ في عبارهْ

لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

والروحُ جاهليّهْ...

بالنّايِ والمزمار..

لا يحدثُ انتصار

مازال هؤلاء بدلا من الاعتراف بعجزهم وفشلهم ومؤامراتهم على شعوبهم ، مازالوا مُصِرِّين على ترديد عبارات المؤامرات الكونية ضدهم ، عبارات اخترعها ساحر من كبار سحرتهم ، حينما ردد  أن سبب الهزيمة في 67 هو تآمر الجميع بما فيهم بعض حكام العرب ضد مصر ، بل رأيناه يقرر في الصحف أن إسرائيل هُزمت في الحرب ولسنا نحن ، والسبب كما يرى الدجال أن إسرائيل أرادت القضاء على جمال عبد الناصر ، وطالما أن الزعيم مازال حيا يرزق ومازال يجثم على صدور شعبه ، إذن فقد انهزمت إسرائيل ولم تنتصر ، وانتصر جمال عبد الناصر ولم ينهزم .

ما الفرق بين ما نعيشه الآن وبين الأجواء التي عاشتها بلادنا عشية هزيمة 67 ؟

الفرق هو مزيدٌ من الظلم والإجرام في حق كل من ينطق بكلمة الحق  ،

ومزيدٌ من الانكسار أمام أعداء الشعب وأعداء الأمة وأعداء الإسلام ،

و مزيدٌ من الانسحاق أمام الأعداء ، ومزيدٌ من الاستئساد على الشعب .

فهل سيصل بنا الحال  إلى أن نترحم على هزيمة 67 قياسا بما سيحدث لنا من مصائب وأهوال على يد هؤلاء ؟

هل سيصل بنا الحال أن نخضع خضوعا تاما لإسرائيل ، ونقر لها ونعترف بخطئنا في حقها حينما قررنا يوما ما أن نقف في وجه طمعها في ثرواتنا ، وتوسعها في أرضنا ، وانتهاكها لمقدساتنا .

لقد أصبحنا اليوم نضع يدنا في يد إسرائيل ضد المجاهدين من حماس

إن إسرائيل اليوم تتغزل صباح مساء بقادتنا ويصرح أحد وزرائها بأنهم محظوظون بوجود السيسي على رأس الحكم في مصر .

بل إن المعلق الإسرائيلي "يوسي ميلمان" يكتب محذرا نتنياهو من أي سلوك يظهر السيسي كعميل لإسرائيل حتى لا تظهر حقيقته لشعبه فينقلب عليه .

بل نسمع كلاما عجيبا عن استعداد السيسي للتنازل عن قطعة من أرض سيناء لضمها إلى غزة لتقام عليها الدولة الفلسطينية ،

فهل وصل التفريط إلى هذا الحد ؟

وإذا فعلنا ذلك فلماذا تلك الحروب التي خضناها سابقا ؟

ولماذا تلك الدماء التي أريقت من أجل تحرير سيناء ؟

 ولماذا تم كتم أنفاس الشعب بحجة أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ؟

لا أدري متى ستندمل جراحنا وتلتئم ؟

متى سنفيق من غفلتنا ؟

متى سنستعيد كرامتنا ؟

متى سنسترجع رجولتنا ؟

ياليلُ أين النورُ ؟ إني حائرٌ   هل تختفي ؟ أم ليس بعدك نورُ ؟


 



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع