نافذة مصر
أهالينا وأولادنا الأحباب ... لا شكَ أنه بمرور الوقت فى محبسنا واعتقالنا ، وطول فترة البعد والفراق عنكم وعن الزوجات والأولاد والأحباب وانقطاعنا عن أعمالنا ووظائفنا ليؤثر فيكم مما يجعل مشاعر التعلق بالخروج تزداد – وهذا شئ فطرى – بل ويزداد معها كثرة تحليلاتكم وتفسيراتكم للمشهد :
فما بين التفكير فى أسباب الإعتقال وتراجع الإسلاميين ، وما بين تحليل تعامل العسكر مع المشهد مع محاولاتهم فرضهم الأمر الواقع فى الحكم ، وما بين الخوض فى جدوى استمرار الفعاليات والمظاهرات وحتى متى ؟ وما بين النظر فى أهمية البحث عن مخرج لإنهاء هذه الأزمة المعقدة إلخ

وهذا كله يفرض نفسه مع طبيعة هذه الأمور وغيرها ومع قوة المشهد الحادث ، ومع طبيعة النفس البشرية المتغيرة والباحثة عن حل يرضيها ويطمئنها .

أهالينا الكرام ومع كل هذه الأفكار وغيرها نريد أن نؤكد ونوصى ببعض النقاط الهامة والأساسية ، وذلك من أجل توحيد الرؤى وشد أزر بعضنا البعض :-

(1) إن الشيطان لن يترككم تهدؤون بعيداً عن ذويكم المعتقلين أو ترضوا بما قسم الله لكم فتفوزوا برضا الرحمن ، بل سيظل يشغل بالكم بهم ويشتت أفكاركم حولهم حتى يقلل من أجركم – وهذا هو دأب الشيطان مع الصالحين دائماً " فبعزتك لأغوينهم أجمعين " .

(2) يجب أن نعلم جميعاً أن ذوينا [ الزوج – الإبن – الإبنة – الأخ -  ] ما حُبسوا أو اعتُقلوا إلا بأمر الله وقدره وحده ، فهو مقدر الأسباب وأن الأمر مقدر لهم ومكتوب عليهم منذ الأزل ، ولن يخرجوا إلا بإذن الله وحده كذلك – فلا تعلقوا آمالكم بغير الله .. " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا " ،، " واعلم أن ما أصابكَ لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأكَ لم يكن ليصيبك " .
(3) لعل هذا الإعتقال قد منع عنهم شراً أو مكروهاً كان قد سيحدث لهم بالخارج ، ولذلك فاختيار الله للعبد هو الأمثل والأفضل له دائماً ... فارضوا دائماً بما قسم الله لكم " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .
(4) إن من علامات حب الله لعباده المؤمنين أن يبتليهم ويختبرهم فى دنياهم ليُكفر عنهم من ذنوبهم ويعلى من درجاتهم حتى يلقوا الله وما عليهم من خطيئة ، فاصبروا واحتسبوا لوعة الفراق " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ... "
، " يُبتلى المرء على قدر دينه فإن كان فى دينه صلابة زيد له فى البلاء "
(5) احمدوا الله على أن اصطفاكم وجعلكم من كتيبة المؤمنين المدافعين عن الحق الرافعين للواء الجهاد المجابهين للباطل وجنده ، وهذا شرف لكم ووسام على صدركم .. " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر "
(6) اعلموا علم اليقين بأن الله عز وجل سيرعاكم ويحفظكم فى أولادكم وأموالكم وسيبارك زرعكم ويرعى غرسكم وستشعرون بنسماته ورحماته تملأ جنبات بيوتكم ، وحاشا لله أن يترككم أو يتخلى عنكم " فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين "
(7) كونوا على يقين تماماً بأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسراً وإنما النصر صبر ساعة .
(8) اعلموا وثقوا تماماً بأن الظلم والطغيان والباطل لن يستمروا أو يدوموا مهما طال الوقت ، فحاشا لله أن ينصر ظلماً أو يُعلى طغياناً أو يحكم باطلاً ، ولكنها سنة التدافع والإختبار " ويُحقَ الله الحق ويُبطل الباطل " .
"ولا يحيقُ المكر السئُ إلا بأهله "
" إنا لننصر رسلنا فى والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار "
" من عادى لى ولياً فقد آذنته بالحرب ... "

(9) وأخيراً : إلى أهالينا وأسرنا وأحبابنا .. إلى زوجاتنا وأبنائنا .. إلى فلذات أكبادنا .. اطمئنوا فنحن بخير ، ونحن فى معية الله وحده ولن يترنا أو يتركم أعمالكم ، واعلموا أنما الأجر على قدر المشقة .. فجددوا النية دائماً ، ورددوا دائماً مقولة (( فيكَ يـا رب )) واستعينوا بالله واصبروا " إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " .
فهنيئاً لكم الأجر والمثوبة ، وعلقوا آمالكم بالله وحده وأحسنوا الظن به فهو الذى يقول :
" أنا عند حسن ظن عبدى بى ...... "