مصطفى عوض :

مشاعر مختلفة ومتباينة راودتنا ونحن نتابع تغطية الإعلام المصري لعدم توفيق الرمز السلفي عبد المنعم الشحات .. وكان الباعث على الكتابة هنا : ليس الدفاع عن فكره أو تصريحاته بقدر تسليط الضوء على مشاعر التشفي والغيظ والحقد الذي تمتع به خصومه ..

(1) خالد كساب بجريدة التحرير  (الشحات .. للكهف در)

يتحدث كساب هكذا بالنص : ((تقريبا لم يفرح المصريون منذ سقوط مبارك وخلعه من الحكم كما فرحوا بسقوط الشحات وخلعه من مجلس الشعب.. ولولا الملامه يا هوى لولا الملامه لكان المصريون قد نزلوا إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم بهذا الخلع الشعبى الجميل.. )) ..

مع التأكيد على أن الشحات فاز في الجولة الأولى بأغلبية الأصوات وسقط في الإعادة ؟! ..

فكيف للكاتب أن يتخيل أن الشعب المصري لم يفرح بعد خلع المخلوع كما فرح بخلع الشحات .. أظنه لولا الملامة لقال : إن فرحة الشعب المصري بخلع الشحات أعظم وأكبر من فرحته بخلع مبارك ..

وماذا كان سيكتب لو كان الشحات فاز من الجولة الأولى  ؟ .. وهل كان الشعب المصري سينصب مآتم دائم ؟

ثم تحدث كساب عن حقد الشحات على الشعب المصري وكراهيته له .. لكننا نرى أن الحقد الوحيد هو في شماتته في سقوط الرجل في معركة انتخابية نزيهة .

(2) عادل السنهورى : («الشحات».. هل وصلت الرسالة؟)

حيث يقول بالنص : ((لم تنقطع الاتصالات طوال ليلة أمس مع عدد من الأصدقاء والأقارب المتابعين لانتخابات جولة الإعادة، الكل يسأل عن مصير مرشح واحد فقط، هو القيادى السلفى الشيخ عبدالمنعم الشحات المتحدث الإعلامى باسم الدعوة السلفية الذى أثار استفزاز ملايين المصريين بآرائه وفتاواه العجيبة والغريبة فى الأيام الأخيرة.. كان من الواضح أن هناك أمنية جامحة ورغبة عارمة، خاصة من أنصار التيارين الليبرالى واليسارى، فى سقوط الشحات حتى لوكان المنافس أمامه من جماعة الإخوان، أو الجماعة الإسلامية)) ..

((لذلك كانت الفرحة كبيرة فى سقوط الشحات فى انتخابات الإعادة. وأعتقد أنه مشهد سيتكرر كثيرا فى المراحل المقبلة)) ..

(3) محمد الدسوقي رشدي :  (حلاوة سقوط الشحات!)

((على طريقة معلقى مباريات كرة القدم يمكننى أن أقول.. «وجون وجون وجون» .. وليس هدفا واحدا ياسيدى بل هدفين مميزين فى ليلة واحدة، فى جولة واحدة، فى الوقت الضائع من المباراة ...... الفرحة الجمعاء بخسارة عبد المنعم الشحات رغم كونها لصالح مرشح إخوانى تستحق القليل من التوقف، لنستخلص منها التالى .... الشعب المصرى طارت من فوق «أقفيته» تلك العصافير التى كانت قابعة طوال سنوات طويلة ماضية، وليس مغيبا للدرجة التى تدفعه للمشاركة فى إنجاح رجل أعلن فى أكثر من مرة أن الديمقراطية كفر والعياذ بالله)) .

( 4) كاتب يرى أن شباب الثورة فاز في معركة مدينة نصر ضد السلفيين والإخوان بالضربة القاضية ، وكأن هناك معركة بين شباب الثورة والإخوان ، وكأن الإخوان ليسوا جزءا من الثورة .. رغم أنها جهود واجتهادات على أرض الواقع يفوز فيها من يجتهد أكثر ، وقد يكون قدر الله سابق له ، ولو لم يبذل الجهد المناسب لحكمة يعلمها سبحانه ..

(5)  فهمي هويدي يكتب عن الفخ الذي وقع فيه عبد المنعم الشحات وأدى لخسارته تحت عنوان : (المجتمع أصدر حكمه) : ((لا أخفى شعورا بالارتياح إزاء سقوط ممثل الدعوة السلفية بالإسكندرية، المهندس عبدالمنعم الشحات في انتخابات الإعادة، وأعتبر ذلك السقوط رسالة وجهها المجتمع إليه، ينبغي أن يقرأها جيدا هو وأمثاله من غلاة السلفيين الذين لم يكفوا عن تخويف الناس بالإساءة إلى الدين والدنيا))..  ((قلت أيضا إنني شعرت بالارتياح لأنه لم ينجح، وأضيف أن لدي سببا آخر للارتياح هو أن أجواء الانفتاح النسبي التي تعيشها مصر الآن سمحت للمجتمع بأن يستمع في العلن إلى ما كان يقوله الغلاة لأتباعهم في الخفاء.. وإذا كان إعراض الناس عنهم يعد عقابا مناسبا، إلا أن ذلك الإعراض ربما دفعهم إلى إعادة النظر في أفكارهم وتهذيب خطابهم.. وإذا ما تحقق الإعراض فإن المجتمع يكون قد تجنب مفسدة صغرى، أما إذا هذَّب الغلاة خطابهم فإنه يكون قد حقق مصلحة كبرى.. ولنا في الأولى أجر وفي الثانية أجران والله أعلم)) ..

(6)  كانت كبرى علامات الاستغراب: القرار الذي أصدرته اللجنة العليا لحزب النور بمنع عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، من الإدلاء بأى تصريحات لوسائل الإعلام بعد سقوطه حيث قال الدكتور يسرى حماد، المتحدث الإعلامى للحزب ((إنه صدر قرار بمنع عبدالمنعم الشحات وجميع الأعضاء من التصريح بأى معلومات عن الحزب، باستثناء المتحدثين الرسميين الذين تعبر آراؤهم عن رؤية «النور»، أما ما يقوله أى شخص آخر فلا يعبر إلا عنه فقط. وأضاف: «إن ما قاله الشحات أثر بالسلب على نتيجة انتخابات جولة الإعادة، ما أدى لخسارة الحزب ٢٠ مقعدا، رغم أن كلامه لا يعبر إلا عن رأيه الشخصى، و(النور) بعيد تماما عنه»))..

(7) كاتبة فى اليوم السابع جمعت فى عنوان مشين بين الشحات والعاريه علياء المهدي ، وكأنهم سواء .

ربما أفضل ما أعجبنا هو تصريح ( عقلاني ) لعبد المنعم الشحات أكد فيه أن سقوطه كان بسبب منافسة في الإعادة لم يقدر لها قدرها ، ولم يبذل  قدر الجهد المطلوب ظنا منه أن المعركة محسومة له بسبب ارتفاع عدد أصواته في المرة الأولى للتصويت وبالطبع حمَّل الإعلام جزءا من سبب سقوطه ولكنه كان هادئا وموضوعيا ..

هي ليست نهاية الكون ، نحن فى بداية عرس إنتخابي متكرر به فائز وخاسر ، والخاسر قد يفوز وربما الفائز يخسر .

لذا نريد خطاب على أساس المبادئ وليس على أساس النتائج ، كما نريد التحليل الموضوعي بديلاً

لتقنين الإستقطاب ومشاعر التشفي والكراهية ، فكما يستحق الفائز التهنئة يستحق الخاسر المواساة بلطف .

والسؤال المطروح : متى نمرى الإعلام الذي يبني ويفتح باب المراجعة لا الذي يهدم ويهيل التراب ..