وباء العفن الهبابي أو "الهباب الأسود" كما يسميه المزارعون، أصاب حدائق المانجو بالإسماعيلية في مقتل، وكبد الفلاحين والمزارعين خسائر مالية فادحة تمتد لأعوام، لأنه يؤدي لانسداد البراعم وبالتالي تعجز الأشجار عن طرح الثمار لعدة مواسم.
"المرض ده كارثة ده غم جاي علينا وخراب بيوت ربنا يخلصنا منه".. بهذه الكلمات بدأ دهشان خليل صاحب 9 أفدنة من المانجو حديثه، وتابع أن هذا المرض أصاب العديد من الأفدنة بنطاق المحافظة وانتشر بشكل كبير باشجار المانجو حيث أصاب نحو 70% من أشجار المانجو بالمحافظة بخلاف العام الماضى والذى أنتشر بنحو 30% من الأشجار فقط.
وأضاف أن هذا المرض لن يتوقف تأثيره على هذا الموسم فقط وإنما سيستمر لمواسم عدة قادمة وخسائر مالية ستتراكم علينا من عام لآخر لأنه هذا المرض يسبب بإنسداد البرعم وبالتالى لا يمكن أن تطرح ثمار المانجو، قائلاً "احنا هانموت خلاص البرعم انسد خلاص وقدامه سنين عشان يقدر يطرح تاني".
وأشار إلى أن السبب فى انتشار المرض هو تخلى الجمعيات الزراعية عن دورها التى كانت تقوم به منذ 10 سنوات، حيث كانت تتولى رش أدوية سامة معينة وزيت فولك على أشجار المانجو للقضاء على هذا المرض ولكن الآن لم تعد تقوم بذلك، مردداً "لازم الزراعة تيجى تعاين على الطبيعة نعمل ايه نجيب من فين عشان نرش الفدان بس مش أقل من 6 ألاف و 7 آلاف جنيه وماحدش يقدر يرش دى خسائر كبيرة علينا مع أن ده مصدر رزقنا ربنا يسترها وينصر مصر على البلاوى اللى جاية".
والتقط ياسر دهشان طرف الحديث منه قائلاً إن هذا المرض بمثابة سرطان أصاب أشجار المانجو ودمر المحصول الأساسى للإسماعيلية، فهو عن عبارة عن حشرة تصيب أشجار المانجو وبيقضى على الشيحة وبالتالى على الإزهار بالشجر وخاصة نوع المانجو "الزبدة" الأشهر بالإسماعيلية، وتابع أنه على الرغم من قيامى برش أشجار المانجو إلا أن الأدوية معظمها مغشوشة ومهربة وليس لها نتيجة، كما أن هذا المرض ينتشر بالعدوى فإذا قمت بالرش وجارى لم يرش أرضه سيؤدى إلى إنتشار المرض وإصابة حدائق المانجو المتاخمة لبعضها البعض.
وأردف: "تقدمنا بشكاوى عدة للزراعة ولكن لم يستجب أحد، وبعد أن كانت الجمعيات الزراعية تقوم برش الأشجار إجباري وتقوم بتحصيل مقابل الرش من المزارع بعد الحصاد، لم تعد تقوم بدورها مثل السابق وتركتنا فريسة للأدوية والمبيدات المغشوشة التى تكلفنا أكثر من 1500 جنيه للفدان بالرشة الواحدة دون نتيجة.
وطالب بضرورة قيام لجنة من مديرية الزراعة بمعاينة أشجار المانجو على الطبيعة وحصر الأشجار المصابة والقيام بعلاج فورى لها، وإلا ستكون النتيجة كارثية وخلال عامين ستقتلع أشجار المانجو، قائلاً "الخسائر كبيرة الجنانين ماعدش فيها حباية مانجة ومش هانلاقى نسد اللى علينا للتجار ولبنك الإئتمان الزراعى"
إسماعيل محمد، مزارع، قال: "نكلف الفدان 10 آلاف كيماوى و7 آلاف مبيدات من أجل القضاء على هذا المرض وبالنهاية لا نجد محصول نبيعه بعد عام كامل من التعب والجهد، وأضاف أن مرض الهباب الأسود بدأ فى الظهور من عامين وقادر على تدمير محصول المانجو بالكامل لأنه يمنع عملية التمثيل الضوئى للأوراق وبالتالى لا نجد ثمار".
واستطرد: "يجب أن تقوم لجنة من الزراعة ومن البحوث الزراعية بمعاينة حدائق المانجو حتى تجد حل لهذا الخطر الذى يهدد المحصول فى مقتل، ولكن للأسف الزراعة لا تقوم بدورها، والبحوث الزراعية تقدم خدماتها مقابل مبلغ مالى، قائلاً نجيب منين 200 جنيه عشان لجنة تطلع تعاين ونلاحق منين على رش الجناين اللى بتكلفنا 6 ألاف جنيه للفدان ونحقق مكسب ازاى بعد ما المحصول اتدمر".