26/02/2010م

نافذة مصر/ وكالات :

أعلن صالح المطلك، زعيم "الجبهة العراقية للحوار الوطني"، كبرى الأحزاب السُنية في العراق، تراجعه عن موقفه السابق الداعي لمقاطعة الانتخابات المقررة في السابع من مارس المقبل، ودعا أنصار حزبه إلى الإدلاء بأصواتهم، رغم منعه من خوض تلك الانتخابات، الأمر الذي يقلل من مخاوف أن تقاطعها جماعات أخرى.

وقال المطلك في تصريحات صحفية الخميس إن حزبه "سيشارك في الانتخابات المقررة يوم 7 مارس في إطار ائتلاف العراقية الذي يضم مختلف الطوائف والمتوقع أن يمثل تهديدا لتكتلات أخرى في العراق"، وذلك بعد أن أعلنت جبهته المقاطعة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، في أعقاب التصريحات التي أدلى بها قائد القوات الأمريكية في العراق، والسفير الأمريكي في بغداد، بشأن ما اعتبراه "النفوذ الإيراني" في الانتخابات العراقية.

وكانت الجبهة العراقية للحوار الوطني قد أعلنت السبت 20-2-2010 اعتزامها مقاطعة الانتخابات المقررة الشهر المقبل، بعد منع زعيمها من المشاركة في الانتخابات بقرار من هيئة المساءلة والعدالة، التي اعتبرت أن لديه صلات بحزب البعث السابق الذي أسقطه التدخل العسكري الأمريكي عام 2003.

وقال الناطق باسم الجبهة، حيدر الملا، إنه بعد تصريحات قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال راي أوديرنو، واتهامه لأعضاء بهيئة المساءلة والعدالة بالخضوع لأوامر إيران، فإن الجبهة "لا يمكنها المضي بعميلة سياسية تدار بأجندة خارجية".

وأضاف الملا أن قيادة الجبهة "تعلن موقفها بمقاطعة الانتخابات القادمة، والدعوة مفتوحة لبقية الكيانات السياسية في أن تتخذ ذات الموقف".

وكان الجنرال أوديرنو قد اتهم كلا من أحمد الجلبي وعلي اللامي، وهما من كبار المسئولين في هيئة المساءلة والعدالة، التي حظرت مؤخراً مشاركة بعض السياسيين في الانتخابات بحجة "انتمائهم لحزب البعث"، بالخضوع للنفوذ الإيراني.

وذكر أوديرنو، خلال كلمة ألقاها في "معهد دراسات الحرب" بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أن لدى بلاده "أدلة استخبارية مباشرة" تثبت علاقات اللامي والجلبي بإيران، وقال إنهما حضرا اجتماعات رفيعة المستوى مع مسئولين إيرانيين، بينهم أحد المسجلين على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة.

يُشار إلى أن "هيئة المساءلة والعدالة" كانت قد أثارت الكثير من الجدل مؤخراً، بمنعها  15 كيانا سياسيا من الانتخابات بينها شخصيات سنية بارزة، على رأسها صالح المطلك، وظافر العاني، لما وصفته بـ"وجود صلات لهما مع حزب البعث"، الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين.

وكان العرب السُنة قد قاطعوا الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2005، وكان من المتوقع أن تكون لهم مشاركة واسعة هذا العام، ويتزعم المطلك كتلة برلمانية تضم سبعة نواب، ويعتبر أحد أبرز الممثلين للسُنة.

كما كانت كتلة "العراقية"، التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق، إياد علاوي، قد أعلنت تأييدها لدعوة مقاطعة الانتخابات، وقالت إن مهلة الأيام الثلاثة التي كانت قد حددتها للتوصل إلى اتفاق "لتطويق التدهور الحاصل في الموقف السياسي وتوفير أجواء مريحة للانتخابات القادمة" قد انتهت.

وتضم كتلة المطلك، أحد مكونات "الحركة الوطنية العراقية" شخصيات شيعية وسنية وأخرى علمانية، ومن أبرز الشخصيات السنية فيها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، ورافع العيساوي نائب رئيس الوزراء.

وتأسست الحركة في 31 أكتوبر 2009، باندماج حركة الوفاق الوطني التي كان يتزعمها علاوي مع الجبهة التي يترأسها المطلك، وأسسها بعد انفصاله عن جبهة التوافق العراقية، والتي تمثل العرب السنة بالبرلمان بعد خلافات مع رئيسها في ذلك الحين عدنان الدليمي.