14/09/2009

أصدرت "وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد" بالسعودية، تعليمات جديدة تقضي بتسجيل بيانات المعتكفين بالمساجد فيما يشبه "بطاقات الهوية"، وذلك في أول تحرك رسمي يؤطر عبادة "الاعتكاف" التي كانت تمارس في السابق دون وجود أي ضوابط، وبرغم عدم صدور تبرير رسمي لاتخاذ مثل هذا الإجراء، فقد رأى بعض الأئمة أنه يأتي في إطار الاحترازات الأمنية.
ومع دخول الثلث الأخير من شهر رمضان الكريم بدأت مساجد السعودية بالتنويه عن الضوابط الجديدة الخاصة بأداء عبادة الاعتكاف، التي تعتبر إحدى العبادات التي يشرع فيها السعوديون بكثرة في العشر الأواخر.

وحول ذلك قال الشيخ "عبد الرحمن الغامدي"، إمام جامع الصالحين بجنوب جدة: إن "وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد" أبلغت أئمة المساجد بالتعليمات الجديدة للاعتكاف وطالبتهم بالحرص على عدم وجود ما ينافي الاعتكاف.

 وأضاف في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن جميع المعتكفين أبدوا تعاونهم بعد أن أبلغناهم بضوابط الاعتكاف الجديدة، وقال: "لا توجد أي منغصات والجميع متجاوب".

ورأى الغامدي أن التنظيم الجديد للاعتكاف هو إجراء أمني واضح "خشية استغلال بيوت الله من قبل بعض ضعاف النفوس"، مؤكدا أنه لا يعدو كونه إجراء إداريا ينظم عبادة "الاعتكاف" ولا يحد منها.

تحويل مسار الاعتكاف

وفي سياق متصل، فضل كثير من المعتكفين تحويل مقر اعتكافهم من الأماكن المقدسة بمكة والمدينة إلى المساجد الكبرى بمناطقهم، خوفا من إصابتهم بإنفلونزا الخنازير التي تشير التحذيرات الطبية إلى أنها تنتشر في المواقع المزدحمة بالناس؛ حيث شهدت مساجد جدة الشهيرة بالاعتكاف ازدحاما من المعتكفين على غير العادة.

لكن البعض رأى أن الاعتكاف في الحرمين المكي والمدني لا خطورة منه طالما تمت مراعاة النصائح الطبية الموصى بها للوقاية من إنفلونزا الخنازير، ومن بينهم الدكتور علي بادحدح، المحاضر بجامعة الملك عبد العزيز، الذي نصح الشباب بالاعتكاف في الحرمين الشريفين.

وقال بادحدح في حديث مع "إسلام أون لاين.نت": "أرى أن المرض لا خطورة منه حتى في الازدحام خلال العشر الأواخر من رمضان خاصة عند اتباع النصائح الطبية التي ستكون بمشيئة الله سببا في عدم الإصابة بالمرض".

ولا توجد أي توجيهات رسمية تحدد مساجد معينة لإقامة عبادة الاعتكاف، حيث يمكن إقامة هذه العبادة في أي مسجد، لكن جرت العادة على أن أغلب المصلين يفضلون مساجد معينة ومشهورة بأئمتها ذوي الأصوات الندية، لأداء عبادة الاعتكاف فيها، حيث تكثر فيها الدروس بين الصلوات بالإضافة إلى خدمات الإفطار والسحور.

ــــــــــــــــــ

المصدر : إسلام أون لاين