توصلت دراسة جديدة أجراها المعهد الدولي لعلوم الكمبيوتر ICSI في بيركلي بولاية كاليفورنيا، وهو منظمة أبحاث مستقلة غير ربحية تأسست في عام 1988، إلى أن أكثر من 18 ألف تطبيق أندرويد يمكنها إنشاء سجلات دائمة للمستخدمين، حتى عندما يحاولون إيقاف التتبع، مما يعني أن إيقاف تتبع المعلنين لمستخدمي أندرويد ليس سهلًا كما يبدو.

واكتشف المعهد أن العديد من التطبيقات الشائعة يمكنها متابعة أنشطة الإنترنت حتى عند محاولة استخدام عناصر التحكم بالخصوصية في أندرويد لإيقافها.

وتعمد التطبيقات المعنية إلى جمع معرف الإعلانات الرقمي من هاتف المستخدم كطريقة لعرض الإعلانات الموجهة.

وفي حال كان المستخدم يريد إلغاء الاشتراك، فكل ما عليه فعله هو الانتقال إلى إعدادات الهاتف وإعادة تعيين معرف الإعلانات، لكن المعهد الدولي لعلوم الكمبيوتر اكتشف أن العديد من التطبيقات الشائعة تفعل ما هو أكثر من مجرد جمع معرف الإعلانات الرقمي من هواتف أندرويد.

كما أوضحت الدراسة أن التطبيقات تجمع معرفات أخرى، مثل الرقم التسلسلي للجهاز ورقم IMEI ومؤشرات أخرى للأجهزة أو الشبكات، والتي لا يمكن إعادة تعيين أي منها.

ونتيجة لذلك، لا يزال بإمكان التطبيقات تحديد الجهاز، حتى إذا قرر المستخدم إعادة تعيين معرف الإعلانات، وذلك وفقًا لتصريحات سيرج إيجلمان Serge Egelman، الباحث في المعهد.

وقال الباحث: “يمكن للمستخدمين استعمال عناصر التحكم بالخصوصية، ولكن كما تظهر هذه الدراسة، لا يبدو أن عناصر التحكم هذه تفعل أي شيء”.

ويبدو أيضًا أن جمع البيانات ينتهك سياسات المطورين الخاصة بشركة جوجل، والتي تمنع التطبيقات من جمع معرف الإعلانات مع معلومات الجهاز.

ووفقًا لنتائج الدراسة، فإن بعضًا من تطبيقات أندرويد الأكثر شعبية، مع الملايين من عمليات التثبيت، تمارس هذه التصرفات، إذ يتم إرسال الكثير من البيانات إلى شبكات إعلانات مختلفة.

وتختلف جوجل مع بعض ما جاء في الدراسة، إذ قالت الشركة إن جمع معرف الإعلانات ومؤشرات الأجهزة الأخرى يمكن أن يتم لأغراض مشروعة، مثل اكتشاف الاحتيال أو تسجيلات الحساب، وهو أمر مسموح به بموجب سياسة جوجل.

وأوضحت عملاقة البحث أنها تتخذ إجراءات ضد العديد من التطبيقات التي تم تحديدها في الدراسة التي أجراها المعهد الدولي لعلوم الكمبيوتر ICSI.

وقالت الشركة في بيان: “نأخذ هذه القضايا على محمل الجد. إن الجمع بين معرف الإعلانات ومعرفات الجهاز لأغراض تخصيص الإعلانات محظور تمامًا. نحن نراجع باستمرار التطبيقات، بما في ذلك تلك المدرجة في الدراسة، وسنتخذ إجراءً عندما لا يلتزمون بسياساتنا”.

وأشار الباحث سيرج إيجلمان إلى أنه يجب على الشركة بذل المزيد لإيقاف التتبع على الإنترنت، موضحًا أن جوجل اتخذت خيارًا للسماح بذلك، بينما لا تتمتع إصدارات آي أو إس iOS من هذه التطبيقات نفسها بنفس الإمكانيات، حيث نجحت آبل في حل هذه المشكلة عن طريق جعل المعرفات غير متوفرة للمطورين.

تجدر الإشارة إلى قيام المعهد بإنشاء خدمة يطلق عليها اسم AppCensus، والتي يمكنها إخبار المستخدم بالبيانات التي يجمعها تطبيق محمول ما من الهاتف من خلال كتابة اسم ذلك التطبيق ضمن الخدمة لتعرض عليك تحليلاً للخصوصية، حيث تحتوي قاعدة بيانات الخدمة على 120 ألف تطبيق أندرويد.