بالإهمال الطبي المُتَعَمَّد، ارتقى الأستاذ الدكتور عمر عبدالغني (٦٦عام)، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة بنها، شهيدا الأحد، على أثر إصابته بفيروس كورونا داخل محبسه بمعتقل قسم أول الزقازيق.

د. عمر عبد الغني عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، وحكم له بالبراءة في جميع القضايا التي واجهها إلا أن نظام السيسي لفق له قضية جديدة ليلقي ربه بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام ونصف في سجون الانقلاب.

وقال الإعلامي إسلام عقل إن الدكتور عمر عبد الغني استشهد داخل قسم شرطة الزقازيق مريضاً ممنوع عنه التداوي والعلاج بظل نظام العساكر. وأشار إلى أن المحققة الأممية أجنيس كلامارد المقررة الخاصة بالأمم المتحدة، اعتبرت حرمان المعتقل من العلاج والتداري قتلاً تعسفياً.
واعتقلت سلطات الانقلاب د.عمر عبد الغني في يناير 2017 ونكلت به قوات الأمن بعد إيداعه في حبس انفرادي داخل سجن العقرب سيء السمعة، كما أن أحد أبنائه معتقل وجددت له محكمة الانقلاب فترة حبسه.

ومنعت إدارة السجن الزيارات عنه منذ اعتقاله، بالإضافة لمنع دخول الأدوية له، رغم تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بالقلب وبعض الأمراض المزمنة والتي تحتاج لرعاية فائقة.

استشهاد عميد العائلة
وقبل عامين تحديدا في 15 يوليو 2018، استشهد د. محمد عبدالغني القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وشقيق المهندس أيمن عبدالغني، أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، وانتقل إلى رحمة ربه وواسع مغفرته الدكتور محمد عبدالغني، عضو مجلس الشورى العام بجماعة الإخوان المسلمين وأحد قيادات الجماعة بالشرقية، بعد رحلة معاناة مع المرض.

وقضى الفقيد حياته في الدعوة ثابتا، حتى اعتقل في 2013 على يد عصابة الانقلاب العسكري وظل يعاني من سل العظام حتى فقد الحركة تماما، وأخلي سبيله بعد رحلة معاناة وتعذيب شديدين.

واعتقل الدكتور محمد عبد الغني، في 20 أغسطس لعام 2013، عقب مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة، من منزله بمنشية أباظة في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، ولفقت له اتهامات في القضية الهزلية رقم 1041 لسنة 2014 جنايات كلي إداري، ليصدر حكم جائر بحبسه 3 سنوات.

وفي 25 من أغسطس 2016، تم الإفراج عنه بعد 3 سنوات من الاعتقال والإهمال الطبي في سجون العسكر، بعد أن تسببت فترة اعتقاله القاسية والطويلة فضلا عن الإهمال الطبي وانعدام الرعاية والحرمان من الأدوية في انحدار كفاءة قلبه إلى 20% ، لإصابته بتليف في عضلة القلب، وإصابته بسل العظام، حتى تفتت فقرات كاملة من ظهره، أرقدته في الفراش. وظل طريح الفراش بعد فترة الاعتقال حتى لقي ربه صابرا محتسبا.

ونعت جماعة "الإخوان المسلمون" بوفاة عميد العائلة الدكتور محمد ابنا بارا من أبنائها وأحد قادتها  الأوفياء هو الدكتور محمد عبدالغني أخصائي الرمد أيضا عن ٦٦ عاما.
والدكتور محمد طبيب عيون وسبق له أن أمضي ثلاث سنوات في محاكمة عسكرية عام 1995 غير مرات عديدة تعرض فيها لاعتقال تعسفي انتهي بإخلاء سبيله دون تهمة واضحة.

المهندس في المنفى
وعين حزب الحرية والعدالة قبل 3 أعوام المهندس أيمن عبدالغني، 56عاما، الشقيق الثالث، متحدثا باسم الحزب من الخارج، حيث يقيم في إسطنبول، وهو متزوج منذ عام 1996 وله أربعة أبناء سارة وأنس وسلمان وحبيبة، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة المهندس خيرت الشاطر.

وتخرج المهندس أيمن من هندسة الزقازيق في عام 1986 بقسم الهندسة المدنية، وعمل مهندسا بشركة المقاولين العرب، واعتقل للمرة الأولى في سنة التخرج عام 1986 وكانت لأيام بسيطة بمناسبة العيد، ثم اعتقل في 1992، بأعقاب ترشحه لانتخابات المجلس المحلي بالزقازيق، وأعيد اعتقاله في 1994 وظل بالمعتقل 6 شهور ونصف وكان معتقلا في الحملة التي شنتها أمن الدولة ضد جماعة الإخوان لتصديها لمؤتمر السكان العالمي ومسألة الحجاب في المدارس التي تبناها وزير التعليم وقتها، وأعتقل أيضا في 1998 وخرج بقرار غرفة المشورة بعد 6 شهور، واعتقل في 2002 ومكث 6 شهور أيضاً قبل أن يخرج بقرار غرفة المشورة، وأعتقل في 2004، ثم اعتقل أخيرا في مارس 2006، على خلفية أحداث الأزهر.

والمهندس أيمن عبد الغني أحد رموز الحركة الطلابية المصرية منذ كان طالباً ورئيساً لاتحاد كلية الهندسة، حيث عرف قائداً لعشيرة جوالة الجامعة وحاصلاً علي الشارة الخشبية، ولم تنتهِ علاقة المهندس أيمن عبد الغني بالحركة الطلابية بعد تخرجه من الجامعة حيث ظل على تواصل معها عبر قسم الطلاب بجماعة الإخوان المسلمين.

انتخب عضوا بمجلس نقابة المهندسين الفرعية بالشرقية وعرف خلال فترة عمله النقابة بحركته الواسعة ونشاطه الخدمي الكبير حيث أشرف على تنظيم عشرات الرحلات للأعضاء.
ووالدهم – رحمه الله – كان من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين قبل أن يتوفى عام 1979.