ظلت تهمة عدم مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في ثورة 25 يناير 2011 منذ يومها الأول تهمة تُلاحق الجماعة طيلة السنوات التي تلت الثورة، واتهامهم فيما بعد بأنهم قفزوا على الثورة يوم 28 يناير ولم يُشاركوا في الثورة إلا بعد أن بدأت تُحقق نجاحاتها.

ولكن إذا رجعنا للبيانات الرسمية التي كانت تخرج من مكتب الإرشاد مُذيلة بتوقيع المرشد العام الدكتور محمد بديع قبل قيام الثورة بعدة أيام والتي تشرح موقف الجماعة من الثورة منذ يومها الأول، نجد إجابة لهذا السؤال الذي ما يطرح دائما.

 البيان الأول:

وكان بيان الإخوان الأول حول بداية ثورة 25 يناير يهنئ الثوار في تونس ويوضح مدى قوة وفاعلية الشعب في مواجهة الأنظمة الحاكمة المتسبدة، كما أعاب البيان على السلطة الحاكمة في مصر عدم تعاملها مع الطلبات الدائمة بالإصلاح السياسي داعين الطرف الحاكم إلى البدء الفوري في الإصلاح السياسي وعدم الاعتماد على الحلول الأمنية فقط لمواجهة المعارضة، موجهين عشرة طلبات إلى الحكومة كان على رأسها إلغاء حالة الطوارئ وحل مجلس الشعب وإجراء تعديلات دستورية على مواد الترشح لرئاسة الجمهورية، كذلك حرية تكوين الأحزاب والصحف بمجرد الإخطار. وحذر من غضب الشعب غير المحسوب.

البيان الثاني:

هذا البيان جاء  قبل اندلاع أحداث الثورة بيومين يُندد فيه باستدعاء الأمن لقيادات الإخوان في المحافظات وتهديدهم بالبطش حيال مشاركتهم في التظاهرات التي دعت لها القوى السياسية ومطالبتهم في الشارع بمطالبهم الإصلاحية التي أصدروا بها بيانًا سابقًا. وأكد بديع مُرشد الإخوان وقتها نصا: “لن نكون أبدا إلا وسط الشعب، نشاركه همومه وآماله ونعمل من أجل تحقيق حريته وكرامته، ونسعى معه في كل الأنشطة التي تقرب ساعة الحرية، وإن غدا لناظره قريب“.

البيان الثالث:

كان بيان الإخوان في اليوم الذي تلا بداية الأحداث يؤكد أن مصر الآن تشهد أحداثًا كبيرة وهامة حيث تحرك الشعب المصري في القاهرة وفي مدن أخرى كثيرة للإعلان عن استنكاره وغضبه من ممارسات وتجاوزات النظام القائم، وقد كانت الحركة سلمية وجادة وفعالة وكان الشباب يتصدرون المشهد.

وطالب البيان في ثلاث نقاط أن تستمر الحركة التي قام بها الشباب في 25 يناير على محاربة الفساد والقهر والظلم كما طالبوا الحكومة بعدم تجاهل تلك المطالب والإسراع في تنفيذ إصلاحات سياسية تُرضي تطلعات الشعب، ويؤكدون أن الإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة وأن أبناءها جميعا من نسيج المجتمع المصري يشاركونه دائما أفراحه وأتراحه ويعيشون همومه.