أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الجمعة، اتفاق التطبيع بين "تل أبيب" والخرطوم، مؤكدة أنه لا يليق بالسودان شعبًا وتاريخًا ومكانةً ودورًا كدولة عمق داعمة لفلسطين وقضيتها ومقاومتها.

وقالت الحركة، في بيان لها: "نعبر عن إدانتنا وغضبنا واشمئزازنا من هذا التطبيع المشين والمهين".

وأضافت: "تلقى شعبنا الفلسطيني البطل، ومعه كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم خبر موافقة حكومة السودان على تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني ببالغ الصدمة والإدانة والاستنكار".

ودعت شعب السودان البطل إلى رفض هذا الاتفاق العار، والذي لن يجلب للسودان استقرارًا ولا انفراجًا كما يدعون، "بل سيأخذ السودان نحو المزيد من التشتت والتضييق والضياع، وسيؤدي إلى المزيد من هيمنة الاحتلال الصهيوني على مقدرات شعوبنا وأمتنا، ويمثل اختراقًا وضربًا لمصالح الأمة وتمزيق صفوفها، وفي المقدمة منها تمزيق السودان نفسه"، وفق البيان.

كما دعا شعب السودان العريق إلى محاربة كل أشكال التطبيع، وعدم القبول بأي علاقة مع هذا العدو المجرم مهما كان شكلها.

وأردف البيان: "يقيننا وثقتنا بشعوب أمتنا أنها لن تنجر لهذا المستنقع كما فعلت بعض الأنظمة والحكومات، وستبقى شعوب أمتنا نابضة بحب فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، والإخلاص للقضية الفلسطينية حتى تطهير فلسطين من رجس الغزاة الصهاينة الغاصبين".

وختم: "التحية كل التحية لشعب السودان المجاهد الذي قدّم لفلسطين الدماء والتضحيات العظيمة بلا انقطاع".

بدوره، قال القيادي في حركة "حماس" مصطفى أبو عرة، إن التطبيع مع الاحتلال لن يحقق للشعوب الإسلامية أي مصالح، ولن يخدم إلا مصالح الاحتلال وتثبيت هيمنته وإضفاء شرعيته.

وشدد القيادي أبو عرة تعقيبًا على إعلان اتفاق تطبيع السودان مع الاحتلال، على أن هرولة الخرطوم للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي هو حلقة من حلقات التخاذل العربية، وإضفاء لشرعية الاحتلال.

واستنكر أبو عرة إعلان التطبيع بين السودان والاحتلال، وأضاف إنه لا مصلحة للشعوب العربية والإسلامية في هذا التطبيع الذي لا يخدم إلا مصالح الاحتلال بتثبيت وجوده وإعطائه الشرعية لاحتلال فلسطين.

وتابع: "التعويل الآن على الشعوب العربية التي لا ترضى بأن تعيش في كنف أنظمة ارتأت لنفسها الذل والهوان والخيانة للقضية الفلسطينية".

ومساء الجمعة، اتفق السودان والكيان الإسرائيلي، على تطبيع العلاقات بالتزامن مع الإعلان عن توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرسوما برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية لـ"الإرهاب".

وتوسطت الولايات المتحدة في الاتفاق بين الطرفين، ليصبح السودان خامس بلد عربي يقيم علاقات مع الاحتلال، وثالث بلد عربي يلتحق بقطاع التطبيع معها في غضون شهرين.