وصلت إلى الخرطوم مجموعة من المحتجين من ولاية نهر النيل على متن قطار، تلبية لدعوات المعتصمين بالانضمام إليهم، بينما اتهم تحالف قوى الحرية والتغيير الأجهزة الأمنية بمحاولة فض اعتصامهم في الخرطوم بالقوة.

واستقبل عدد من المعتصمين القطار القادم من محطة سكك حديد عطبرة وهو يحمل عددا كبيرا من المحتجين القادمين من مدن ولاية نهر النيل شمال الخرطوم، أبرزها مدينتا عطبرة والدامر، حيث تكتسب عطبرة قيمة رمزية لأنها شهدت انطلاق الشرارة الأولى للثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير.

ورفع المحتجون لافتات تؤكد أن لا تراجع عن مطالب الثورة، وخاصة تسليم السلطة لحكم مدني فورا.

وجاء ذلك بعدما حذر تحالف قوى الحرية والتغيير مما سمّاه محاولات من "فلول النظام السابق ونسخته الجديدة" لفض اعتصام الجماهير، الذي وصفته القوى بأنه صمام أمان للثورة المجيدة، داعيا مختلف فئات الشعب في العاصمة والمناطق المجاورة لتسيير المواكب إلى موقع الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة.

وقال معتصمون إن حوالي أربعين من الشرطة العسكرية طلبوا منهم إزالة الحواجز من أمام مداخل شارع القيادة العامة، لكن المعتصمين رفضوا واستمروا في اعتصامهم، الذي مضى عليه 17 يوما.

كما قال تجمع المهنيين السودانيين في تغريدة على تويتر "تحاول الأجهزة القمعية فض الاعتصام من عدة اتجاهات، وقد رصدنا تحرك عربات تتبع للأجهزة الأمنية. نؤكد بأن أي محاولة لفض الاعتصام ستجد الحسم عبر الجماهير".

وناشد التجمع المعارضين والناشطين كافة بالتوافد إلى ساحة الاعتصام، وزيادة المتاريس من الاتجاه الجنوبي للساحة.

في المقابل، ندد المجلس العسكري الانتقالي بغلق محتجين للطرق وتقييد حركة المواطنين، وقال إن من غير المقبول "قيام بعض الشباب بممارسة دور الشرطة والأجهزة الأمنية في تخطٍ واضح للقوانين واللوائح"، في إشارة إلى الشبان الذين يفتشون المحتجين المشاركين في الاعتصام.

وأضاف في بيان "نطلب من المواطنين الكرام المساعدة في إزالة هذه المظاهر السالبة التي تؤثر في حياة المواطن وأمن البلاد"، داعيا لفتح الطرق وإتاحة الوصول إلى وسائل النقل العام فورا.

المجلس العسكري
وفي وقت سابق اليوم، بحث نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) مع وفد من تحالف جديد باسم "تحالف نهضة السودان" مطالب الفترة الانتقالية وقضاياها.

وقال القيادي بالتحالف التيجاني السيسي، في تصريح صحفي إنهم نقلوا لنائب رئيس المجلس رؤيتهم، معتبرا أن السودان يواجه استقطابات سياسية وجهوية وقبلية حادة قد تهدد أمن وسلامة الوطن وبشكل لا يحتمل "التشاكس والجري وراء السلطة".

ويضم التحالف مجموعة من الأحزاب، هي: جبهة الشرق والتحرير والعدالة القومي والأمة المتحد والأمة الوطني والأمة الإصلاح والتنمية وحركة تحرير السودان الثورة الثانية وحركة العدل والمساواة.

وكان حميدتي قد قال خلال لقاء مع مجموعة ضباط إن المجلس لن يقبل "الفوضى في البلاد"، وإن مهمته هي الوصول بالسودان إلى بر الأمان، مضيفا أن أولوية المجلس الآن هي الاتفاق مع القوى السياسية بما يرضي الشعب السوداني.

من جهتها، دعت جماعة الإخوان المسلمين في السودان المجلس العسكري إلى إنجاز توافق مع كل المكونات السياسية ونقل السلطة إلى المدنيين بأسرع فرصة، وطالبته بالابتعاد عن سياسة المحاور تحت ضغط الاقتصاد والوعود المالية صونا لاستقلال قرار البلاد السياسي.

وأضافت الجماعة -في بيان- أنها ترفض انقسام السودانيين إلى إسلاميين وعلمانيين، كما ترفض إعلان حكومة من جانب واحد.