قال الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري نائب وزير الدفاع إن هنالك أصواتا لا تريد الخير للجزائر، وحذر من مخطط لدفع البلاد نحو العنف والفوضى، منتقدا الأطراف التي ترفض كل المبادرات المقدمة لحل الأزمة التي تمر بها البلاد.

وتحدث قايد صالح في كلمة خلال زيارته اليوم الثلاثاء للناحية العسكرية الأولى بشمالي الجزائر، عن تسجيل "ظهور بعض الأصوات التي لا تبغي الخير للجزائر وتدعو للتعنت والتمسك بنفس المواقف المسبقة دون الأخذ بعين الاعتبار لكل ما تحقق ورفض كل المبادرات ومقاطعة كل الخطوات بما في ذلك مبادرة الحوار".
وكشف قايد صالح عن مخطط بدأت ملامحه في عام 2015 ويرمي إلى دفع البلاد نحو وضع الانسداد، وقال إن الجيش "يعمل على تفكيك الألغام التي تركها الفاسدون في مختلف القطاعات والهياكل الحيوية للدولة".

ودعا إلى "استغلال كل الفرص المتاحة للتوصل إلى توافق للرؤى وتقارب في وجهات النظر" لإيجاد حل للأزمة في أقرب وقت، واعتبر أن "الأصوات المتعنتة تعمل على دفع البلاد نحو الفراغ الدستوري والدخول في دوامة العنف والفوضى".

وأكد قايد صالح أن الحل يمر عبر انتخابات رئاسية يمارس الشعب عبرها سيادته لاختيار من يحكم البلاد، وقال إن الرئيس المقبل ستكون له "الشرعية اللازمة لتحقيق ما تبقى من مطالب الشعب المشروعة"، في إشارة إلى المطالب التي يرفعها المشاركون في الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فبراير/شباط الماضي.

وحذر قائد الجيش من أن استمرار الوضع الحالي "ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد الوطني وعلى القدرة الشرائية للمواطنين" خاصة مع اقتراب شهر رمضان.

وانتقد استهداف الوزراء ومنعهم من القيام بزيارات ميدانية في عدد من مناطق البلاد، وقال إن "عرقلة عمل المسؤولين مناف لقوانين الجمهورية".

وثمّن قايد صالح تحرك العدالة واستجابتها لطلباته السابقة وتحركها لمواجهة قضايا الفساد، وأكد أن العدالة "ستسترجع كل الأموال المنهوبة".

وأعلنت السلطات خلال الساعات الماضية اعتقال عدد من رجال الأعمال، أبرزهم مدير مجمع سيفيتال أسعد ربراب، كما وجهت استدعاء لرئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى وذلك ضمن متابعة قضايا الفساد.

من جانب آخر تجددت المظاهرات المطالبة بالتغيير الجذري، وخرج اليوم طلبة الجامعات في العديد من الولايات رافعين شعارات مطالبة بإزاحة كافة رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.