بدأت حركة الاحتجاجات في فرنسا المعروفة بـ "السترات الصفراء" تظهر منها نسخ في أوروبا، من صوفيا إلى بروكسل مرورا ببرلين مع مراعاة الخصوصية في كل بلد، كما كتب الصحفي يوهان بلافينيا في صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

وأوضح بلافينيا أنه وفور نشر صور اقتحام قوس النصر وسط باريس من قبل عشرات المتظاهرين يوم السبت الماضي، وجدت حركة السترات الصفراء من يتلقفها دوليا.

ولم تكد الحكومة الفرنسية تنظم حوارا مع هذه الحركة المختلطة حتى بدأت تتمدد كبقعة الزيت وتسري عدواها في عواصم أوروبا بما في ذلك بروكسل وأمستردام وصوفيا.

في بلجيكا
فقد تابع البلجيكيون حركة "السترات الصفراء" في فرنسا باهتمام، بل إن مئة أو مئتين خرجوا في مظاهرة أمام المقرات الأوروبية في بروكسل وهم يرتدون سترات صفراء، وطالبوا بوضع حد "للمذبحة الاجتماعية" وباستقالة رئيس الوزراء تشارلز ميشيل.

وكما حدث في فرنسا لأسابيع، وقع العنف على هامش المسيرة، وأحرقت مركبتان للشرطة التي استخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، واعتقلت حوالي 60 شخصا بسبب حملهم مواد محظورة، بحسب الصحيفة.

وهتف المتظاهرون أثناء كلمة رئيس الوزراء البلجيكي "نحن الشعب. انتهيت يا تشارلز ميشيل"، وكانت الدعوة إلى الاحتجاج قد أطلقت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كما حدث في فرنسا، دون قائد معروف.

وقد غرد ميشيل على تويتر "العنف غير مقبول في بروكسل.. يجب أن يعاقب البلطجية واللصوص"، خاصة أن "السترات الصفراء" دخل فيها "بلطجية" في منطقة والونيا حيث اعتقلت الشرطة العشرات.

هولندا أيضا
في هولندا، ظهرت نحو 120 "سترة صفراء" بشكل سلمي السبت أمام البرلمان في لاهاي، كما قام نحو 50 شخصا بمسيرة في ماستريخت، حيث أغلقوا الطريق السريع أ2، محاولين التنبيه إلى الصعوبات التي يواجهونها في تغطية نفقاتهم.

واعتقل رئيس الحركة وفقا لصحيفة دي تلخراف اليومية، واكتسبت الحركة زخما في الأيام الأخيرة، إذ بلغ عدد الأعضاء في صفحة فيسبوك الخاصة بهم حوالي 12000 عضو يوم الاثنين بعد أن كان عددهم الأسبوع الماضي ألفين فقط، وفق لوفيغارو.

أما في بلغاريا (البلد الأفقر في الاتحاد الأوروبي) فكان الاحتجاج على ارتفاع سعر البنزين، حيث ظهرت حركة السترات الصفراء منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكنها لا تزال محدودة.

وفي البداية، تظاهر الآلاف من البلغار دون سترات صفر في مدن عدة بالبلاد احتجاجا على التهاب أسعار الوقود وزيادة الضرائب ابتداء من بداية العام المقبل، لكن وفي 19 من الشهر الماضي تظاهر الآلاف، بعضهم يلبس السترة الصفراء الشهيرة، وأغلقوا الطرق الرئيسية والمراكز الحدودية بين بلغاريا وتركيا وبين بلغاريا واليونان. ومنذ ذلك الحين، والعديد من سائقي السيارات الساخطين يعيقون حركة المرور بانتظام في العاصمة صوفيا.

زي جديد لليمين الألماني المتطرف
أما في ألمانيا فوجد اليمين المتطرف في السترات الصفراء زيا جديدا، ودعت ثلاث من منظماته تضم بيغيدا يوم السبت الماضي إلى "مظاهرة بالسترات الصفراء" أمام بوابة براندنبورغ في برلين للاحتجاج على ورقة ميثاق الأمم المتحدة "من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة" التي وافق عليها البوندستاغ (البرلمان الألماني) وينبغي اعتمادها الأسبوع القادم في مراكش. واستجاب حوالي ألف شخص لهذه الدعوة لمطالب بعيدة كل البعد عن مطالب السترات الصفراء الفرنسية.

وتنقل لوفيغارو عن أحد المحتجين في ألمانيا في رد له على سؤال حول السبب في ارتداء السترة الصفراء قوله إن نضالهم يلتقي مع نضال السترات الصفراء الفرنسية، فهم يريدون التخلص من ميركل وفي فرنسا يريد الفرنسيون التخلص من ماكرون "لكن هدفنا واحد وهو استعادة السلطة للشعوب الأوروبية، لوضع حد لهذه السياسات غير المتسقة التي تعطي جميع الحقوق للأجانب في حين يعامل الأوروبيون عرقيا كمواطنين من الدرجة الثانية".

سترات حمراء ببوركينا فاسو
وتنتقل لوفيغارو إلى خارج الحدود الأوربية، حيث تظهر الخصوصية الأفريقية في احتجاجات ببوركينا فاسو، فقد خرج المحتجون لا يرتدون سترات صفراء، ولا يدعون الانتماء لهذه الحركة، بل يرتدون ملابس حمراء.

ففي التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني خرج المحتجون ضد زيادة بنسبة 12% في أسعار الوقود، في البلد الذي يعد من أفقر بلدان المعمورة، وهتفوا في شوارع العاصمة واغادوغو بشعارات من قبيل "لا لصعود الهيدروكربونات" و"لا لإفقار المواطنين" و"الخبز والحرية للشعب" بحسب الصحيفة.