نشرت مجلة "ريدرز دايجست" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن العلامات المحتملة التي قد تدل على إصابتك بسرطان عنق الرحم، لعل أبرزها حدوث نزيف عشوائي في منتصف الشهر أو حيض غير منتظم، والإفرازات المهبلية غير الطبيعية التي تكون عادة مختلطة بقطرات من الدم.

وقالت المجلة، في تقريرها، إن سرطان عنق الرحم من بين الأمراض التي يمكن الوقاية منها عند الالتزام بإجراء الكشف الطبي المعروف باختبار "لطاخة عنق الرحم" والفحوصات الأخرى، بشكل منتظم. ومع ذلك، لا يزال من المتوقع تشخيص حوالي 13 ألف حالة جديدة هذه السنة. لذلك، ينصح بزيارة الطبيب في حال لاحظت وجود أي من هذه الأعراض التي تنذر بإصابتك بسرطان عنق الرحم.

وذكرت المجلة، أولا، أن النزيف المهبلي غير الطبيعي من بين الأعراض الدالة على الإصابة بهذا المرض. ففي حال كنت تعانين من نزيف عشوائي في منتصف الشهر أو حيض غير منتظم أو تدفق في دم الحيض أكثر من المعتاد، فقد تكون هذه علامات على إصابتك بسرطان عنق الرحم.

عدا ذلك، يمكن أن يحدث النزيف المهبلي أيضا لدى النساء بعد بلوغهن سن اليأس. ولكن ليس هذا بالأمر الطبيعي ويمكن أن يشير إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم أو وجود مشاكل صحية أخرى. وقد أفاد الأستاذ المساعد في علاج الأورام النسائية بجامعة شيكاغو، جون موروني، بأن "النزيف غير الطبيعي يعد من أحد أكثر أعراض المرض شيوعا".
 
وأوردت المجلة، ثانيا، أن حدوث نزيف بعد الجماع من بين أعراض سرطان عنق الرحم. وعموما، يصيب سرطان عنق الرحم الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل. وعند الإصابة بالمرض، تبدأ الخلايا بالتكاثر والانقسام بشكل عشوائي مكونة كتلة سرطانية.
 
وفي الحقيقة، تتسبب هذه الكتلة في النزيف أثناء الجماع. وقد أشارت تريسي شيلر، طبيبة أمراض نسائية في مدينة إنغلوود بنيوجيرسي، إلى أن "هذه الكتلة هشة وسرعان ما تُنكأ وتنزف. ولهذا السبب، قد يحدث لك نزيف في منتصف الشهر [و] بعد الجماع".

ونوهت المجلة، ثالثا، بأن الإفرازات المهبلية غير الطبيعية، كالتي تكون سائلة أو ذات رائحة كريهة أو بنية اللون أو مختلطة بالدم، من أكثر أعراض هذا المرض شيوعا. ويعد تغير قوام الإفرازات على مدار الشهر أمرا طبيعيا للغاية، بل دليلا على تمتعك بصحة جيدة. وحسب الطبيبة شيلر، إن كنت تعانين من إفرازات متواصلة ذات لون مختلف، أو ذات رائحة كريهة، فقد يكون ذلك ناتجا عن "الأنسجة الميتة" التي خلفها سرطان عنق الرحم.
 
وذكرت المجلة، رابعا، أنه في حال كنت تعانين من آلام في الحوض أو الظهر، فقد يكون ذلك نتيجة الإصابة بسرطان عنق الرحم في مراحله المتقدمة، ومن المحتمل أن الورم بات يضغط على أسفل الظهر أو العصعص. وقد أوضحت الطبيبة شيلر أن "هذا الألم أشبه بآلام الظهر التي تسبق الدورة الشهرية".
 
وأضافت المجلة، خامسا، أن الألم أثناء الجماع لا يرجع دوما إلى الإصابة بالسرطان. لكن في حال كنت تعانين من هذه الآلام إلى جانب ظهور أعراض سرطان عنق الرحم الأخرى، فقد يكون ذلك نتيجة انتشار الورم في الأنسجة والأعضاء التناسلية.

وأشارت المجلة، سادسا، إلى أن تورم إحدى الساقين يعد من الأعراض الدالة على الإصابة بسرطان عنق الرحم. وحسب الدكتور موروني فإنه "في معظم الأحيان لا تظهر أعراض هذا النوع من السرطان مباشرة حتى يتسبب الألم في ظهور أعراض أخرى، على غرار الضغط على الأعصاب". ومع نمو الورم يزداد الضغط على الأعصاب، الأمر الذي يتسبب في الشعور بالألم. وإذا كان هذا الألم ناتجًا عن سرطان عنق الرحم المتقدم فعلا، فسيكون مصحوبًا بتورم في إحدى الساقين.
 
وذكرت المجلة، سابعا، أنه على غرار العديد من أنواع السرطان الأخرى، يمكن أن يتسبب سرطان عنق الرحم في فقدان الشهية وخسارة الوزن. وفي الحقيقة، يساهم الورم في زيادة إفراز أحد أنواع البروتينات الذي يعرف بالسيتوكين. ولا تكتفي هذه البروتينات في كبح شهيتك بل تقوم بتغيير بعض التفاعلات التي تحدث أثناء عملية الأيض من أجل تفكيك الدهون بنسق أسرع، مما يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية مع مرور الوقت.
 
وحذرت المجلة، ثامنا، من أن الشعور بالوهن والإجهاد أكثر من المعتاد، قد يكون دليلا على الإصابة بسرطان عنق الرحم، خاصة عندما يقترن بالعديد من الأعراض الأخرى. وعند الإصابة بأي مرض آخر يعمد الجسم إلى بذل مجهود أكبر من أجل محاربته؛ وهو ما يفسر الشعور بالإجهاد.