تظهر بيانات المسح الوطني لاستخدام المخدرات والصحة -دراسة استقصائية عالمية سنوية- أن أكثر من واحد من كل ثلاثة أميركيين توصف لهم المواد الأفيونية. وتشير دراسة جديدة إلى أن هذا التوجه يمتد إلى الأطفال الذين يستخدمون المخدر بشكل قانوني في عمر لا يتجاوز السنتين لعلاج الألم بعد عمليات الأسنان البسيطة أو جراحات العيادات الخارجية.

ووجدت دراسة -نشرت في دورية طب الأطفال- أن واحدا من بين كل عشرة أطفال مسجلين في برنامج ميديكيد بولاية تينيسي الأميركية وصفت لهم مواد أفيونية بين عامي 1999 و2014، بالتزامن مع بداية الأزمة الأفيونية. وجادل الباحثون بأن الأدوية -وكلها موصوفة لأطفال لا يعانون من حالات شديدة- تسببت في "تعرض غير ضروري" لضرر محتمل، واقترحوا أن ينظر مقدمو الرعاية الصحية في الخيارات العلاجية قبل وصف مسكنات الألم القوية.

وأشارت البيانات إلى أنه على مدى 15 عاما، وصف أطباء ولاية تينيسي أكثر من 1.3 مليون مادة أفيونية كمسكنات للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاما. وفي حين كانت إدارة الأغذية والأدوية توصي بالأفيونيات للقاصرين ذوي "الحالات الشديدة" مثل السرطان وفقر الدم المنجلي، وصف أكثر من 30% من الأدوية بعد عمليات الأسنان البسيطة بدلا من الأدوية غير المسببة للإدمان مثل إيبوبروفين.

وكان نتيجة 2611 وصفة طبية أن أدخل طفل إلى المستشفى، وأكثر من 60% من حالات الاستشفاء هذه كانت مرتبطة بأعراض الأفيون مثل اضطراب الأمعاء واكتئاب الجهاز العصبي المركزي الذي يمكن أن يعوق التنفس.

وفي حين تحذر الوكالات الصحية من عثور الأطفال والمراهقين على المواد الأفيونية الخاصة بآبائهم واستخدامها بصورة غير شرعية، تشير هذه النتائج إلى أن الأطباء يصفونها بمعدلات أعلى حتى عندما تكون الحالات الصحية المزمنة غائبة.

ووفقا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، بدأ ارتفاع معدلات الإدمان أواخر التسعينيات عندما بدأ مقدمو الرعاية الصحية بوصف الأدوية التي تخفف الألم أكثر بعد أن ادعت صناعة الأدوية أن استخدامها لن يسبب ميلا إلى الاعتماد عليها.