ألغت إدارة جامعة فيينا النمساوية، مؤتمرا كان من المزمع أن يشارك فيه الناشط الأمريكي المسلم من أصل إفريقي دوروبا المجاهد بن واحد، بحجة أنه سيلقي خلاله كلمة مؤيدة لفلسطين.

وكانت كلية العلوم الإفريقية التابعة لجامعة فيينا، تعتزم تنظيم مؤتمر حول الحياة المليئة بالنضال للناشط الأمريكي "بن واحد".

وفي لقاء مع الأناضول، انتقد "بن واحد" الضغوط التي طبقتها إدارة الجامعة عليه، مبينا أنها سعت لفرض رقابة على الكلمة التي كان يعتزم إلقاءها.

وقال الناشط الأمريكي، إنه كان يرغب خلال المؤتمر في الحديث عن إسرائيل والصهيونية، ومعاداة السامية بحسب المفهوم الأوروبي، فضلا عن كفاحه السياسي، وأنشطة حركة "النمر الأسود" في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

وأضاف أن الجامعة حاولت إظهاره على أنه "عضو في منظمة إرهابية"، مؤكدا أنها عملت من خلال استهدافه، للتغطية على النظام التعليمي "المنحرف والعنصري في أوروبا".

وتابع القول: "أوروبا والإنسان الأبيض هما السبب في ظهور معاداة السامية والعنصرية والصهيونية".

وشدد على أن "الرقابة التي فرضتها جامعة فيينا لا يمكن أن تؤثر علي بشيء، فأنا شخص مسلم، وسأواصل الوقوف إلى جانب كافة المسلمين الذين يستحقون العيش بسلام حول العالم".

من جانبه، أشار أوليفر هاشمي زاده، المتحدث باسم منظمة "دار الجنوب" المعادية للعنصرية، والمسؤولة عن تنظيم المؤتمر بالتنسيق مع الجامعة، إلى أنه اتفق مع الجامعة منذ عدة أشهر لعقد المؤتمر.

وأفاد "هاشمي زاده" بأن اتحاد الطلبة الجامعيين النمساويين، واتحاد الطلبة الجامعيين اليهود، مارسا ضغوطا على إدارة الجامعة لإلغاء المؤتمر، بحجة أن "بن واحد مقرب من الجماعات المعادية للسامية والإرهابية".

وذكر أن الجامعة فرضت شروطا في البداية على "بن واحد"، حيث كانت ستتدخل في حال تطرق إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أنهم وافقوا على الأمر.

إلا أن الجامعة بحسب "هاشمي زاده" عادت وجعلت المؤتمر مغلقا أمام العامة، وسمحت بتنظيمه في قاعة دراسية تضم بضعة طلاب فقط، ما دفع المنظمين إلى رفض هذا الشرط.

ولفت إلى أن إدارة الجامعة ألغت المؤتمر بعد تقدمها بجملة من الشروط "غير المنطقية".

تجدر الإشارة أن الكاتب والناشط "بن واحد" ولد عام 1944 في الولايات المتحدة، وكان يحمل سابقا اسم "ريتشارد إرل مور".

وشغل سابقا منصب رئيس حركة "النمر الأسود"، فضلا عن مشاركته في تأسيس "الجيش الأسود للحرية".

ونتيجة الكفاح الذي خاضه ردا على العنصرية بحق السود في الولايات المتحدة، تم الحكم عليه بالسجن 25 عاما بتهمة القتل في فترة السبعينيات، إلا أنه تم إطلاق سراحة عام 1990 بعدما اتضحت براءته.