هناك طريقتان للتعامل مع أخطاء طفلك، الطريقة الإيجابية هي منعه من الوقوع في هذا الخطأ مرة أخرى، والطريقة السلبية وهي حرمانه بالتبعية من الاستمتاع بشيء آخر ليس له علاقة بالخطأ، الطريقتان نراهما دائمًا أمامنا في مواقف كثيرة، لكن أي طريقة تختارين لتربية طفلك؟ في هذا المقال، تجدين تفاصيل أكثر عن عقاب الطفل في المرحلة العمرية السابقة للمدرسة.

الأطفال هبة من الله يمتصون كل ما يقدمه الأب والأم إليهم كالإسفنجة، وكما نقول دائمًا: "الطفل مرآة لوالديه"، لذا كوني حريصة دائمًا على طريقة التعامل مع طفلك خصوصًا في المواقف السلبية التي يتعرّض لها أو يفعلها بنفسه، والطريقة الصحيحة للتعامل مع أخطاء طفلك وتصرفاته المزعجة هي تقويمها والتحذير منها.

يمكنك عقاب طفلك بحرمانه من أمور يحبها مثل: مشاهدة التليفزيون أو الذهاب للنادي، نتيجة لفعل خاطئ مثل: كسر لعبته، وهذه هي الطريقة الخاطئة في العقاب، وهي طريقة ليس لها أي نتائج إيجابية على الطفل أو ضمان عدم تكرار الخطأ، فأنتِ لم تركزي بالأساس على الخطأ بل عاقبتيه بأمر مختلف تمامًا.

الطريقة الصحيحة لعقاب الطفل في الموقف السابق على سبيل المثال، هي عدم شراء لعبة جديدة لوقتٍ محدد، أو أن تطلبي منه التفكير في طريقة لتصليح لعبته المكسورة، وإن لم توجد طريقة لإعادة اللعبة كما سبق فهو رأى بعينيه نتيجة الفعل الذي قام به، وهذا كافٍ بالنسبة إليه لعدم تكراره مرة أخرى.

الخطوات التي يجب اتباعها عند قيام طفلك بأحد الأخطاء:
في البداية يجب العلم أن الطفل بدايةً من ثلاث سنوات يعي ويفهم جيدًا ما يدور حوله، ويمكن التفاهم معه بطريقة إيجابية وحل المشكلات بالهدوء والتفاهم، وإليك أهم خطوات تقويم سلوكياته:

عبري عن ضيقك واستيائك من الفعل الذي قام به طفلك بطريقة هادئة، يمكنك التعبير بالكلمات وتعبيرات الوجه مع عدم رفع الصوت أو إلقاء العبارات المسيئة.
اجلسي معه للتفكير في كيفية التعامل مع نتائج الخطأ الذي قام به، مثلًا: عند كسر لعبته اجلسي معه واستمعي لرأيه حول كيفية التعامل مع اللعبة المكسورة، ودعيه يفكر في إيجاد حلول من وجهة نظره لتصليحها.
ضعي أمامه خيارات محدودة ليختار بينها نتيجة الفعل الذي قام به في حالة عدم قدرته على إيجاد حلول، مثلًا: يقوم بتصليح لعبته بطريقته الخاصة بنفسه أو بمساعدة أحد، أو يستغنى تمامًا عن اللعب بها مع ملاحظة عدم شراء واحدة أخرى.
أخبريه بما تتوقعينه منه في المرات القادمة، وستجدينه يسعى إلى لفت انتباهك ولإرضائك.
اتخذي إجراءات صارمة في حالة تكرار السلوك المزعجة السلوكيات المزعجة مثل: الصوت المرتفع، مثلًا: لن أرد عليك في حالة ارتفاع صوتك، والأهم من وضع القواعد تطبيقها، فإن رآك طفلك توقفتِ عن تطبيقها مرة لن يلتزم بها نهائيًا بعد ذلك.
اتركي له مساحة ليتعرف بنفسه على نتيجة أخطائه، ودعيه يتحمل عواقب تصرفاته طالما هي بعيدة عن أمنه وسلامته.
خصصي له وقتًا للهدوء في حالة انفعاله نتيجة قرارات معينة قمتِ بها معه، ودعيه ليهدأ وبعدها يمكنك الحديث معه بعقلانية.
اعقدي معه اتفاقيات وضعي معه القواعد الخاصة بحياته، واجعليه يشارك في كتابة أو رسم تلك القواعد حسب عمره وعلقيها في لوحة كبيرة بغرفته، في حالة وجود مرجع دائم لن تحتاجي لتذكير طفلك كل مرة يُخطئ فيها، عليكِ فقط توجيهه للوحة القواعد.

العقاب بشكله المتعارف عليه وهو حرمان الطفل من متعة خاصة لن يساعد في تقويم سلوكه، التركيز على المشكلة والحديث بهدوء هي الطريقة الوحيدة لتقويم سلوك طفلك المزعج.