(امسح كمان وكمان يا نظام جبان)، (تعيشوا وتدهنوا).. شعار رفعه ثوار 25 يناير في كل مرة يحاول فيها نظام العسكر إزالة "الجرافيتي" المعبر عن الثورة، إلا أنه يفشل في كل مرة من محو "الثورة" من نفوس المصريين.
 
وأمس كانت جولة جديدة من "مسح الجرافيتي" التي يعتقد العسكر أهمية رمزيتها في بقاء الثورة حية لدى المصريين، وخاصة الشباب، حيث قامت جهات من حكومة الانقلاب بإزالة آخر ما تبقى من "جرافيتي الثورة" في شارع محمد محمود، الذي كان يعبر عن الدماء التي سالت من أجل حرية هذا الوطن.
 
 
وشارع محمد محمود ارتبط بأعنف أحداث الصدام بين الثوار والعسكر، والتي مرت أيام على ذكراها، وهي الأحداث التي قاومت فيها الحجارة الغاز المسيل للدموع والخرطوش والرصاص الحي الذي أطلقه العسكر دون حساب للدماء التي نزفت والعيون التي اقتلعت والأرواح التي أزهقت.
 
كما شهد الشارع تألق مبدعين عايشوا الثورة يومًا بيوم، ونقلوا على جدران "محمد محمود" أحداث الثورة والأمل الذي بدأ مع الشباب ثم تحول إلى ثورة هادرة يحرص الانقلابيون على ألا تتكرر حتى لا تطيح بفسادهم وديكتاتوريتهم. 
 
 
محاولة لمحو الذاكرة 
 
وبالمحو الذي نفذه العمال قاموا بمسح "أرشيف" كامل لوعي الشباب الذي زاد في السنوات الأخيرة ضد الظلم الذي بدأ مع المخلوع مبارك والتعذيب الذي شهده عصره، مرورًا بترة المجلس العسكري التي حرص العسكر خلالها على وأد الثورة وقمع الثوار والتي شهدت مجزرة ستاد بورسعيد التي كانت رسالة واضحة بأنه "لا صوت يعلو فوق صوت العسكر"، وصولاً إلى فترة الانقلاب التي شهدت قمعًا غير مسبوق ضد الشباب وأصحاب الرأي والفكر، ثم زادت إلى قمع الشعب كله عبر رفع الأسعار وبيع الأرض والتنازل عن مياه النيل والتوسع في بناء السجون والدفع بالشباب إلى غياهبها.
 
 
ونشأت فكرة رسوم الجرافيتي، في الفترة من 19 إلى 24 نوفمبر 2011عقب اندلاع أحداث محمد محمود، في أماكن متنوعة، ومنها أسوار الجامعة الأمريكية وجدران بعض العمارات وأسوار المدارس الملاصقة لها، كما ظهرت جداريات على الحاجز الخراساني الذي وضعته الأجهزة الأمنية في شارع محمد محمود.
 
وفي مارس 2012، أطلقت مبادرة بعنوان "مفيش جدران" رسم خلالها الفنانون لوحات جداريه على كتل الخرسانة التي سدت بها الأجهزة الأمنية شوارع قريبة من وزارة الداخلية ومقر مجلس النواب.
 
وأعلنت الجامعة الأمريكية عن مبادرة لحفظ جداريات محمد محمود عن طريق نسخها بالحجم الطبيعي لعرضها في حرم الجامعة بميدان التحرير.
 
وحرص فنانو "الجرافيتي" على توثيق ما رسموه فوتوغرافيًا، وأصبح بعضها مادة بحثية ونشر عنها مؤلفات.
 
وتضمنت تلك الجداريات العديد من شعارات الثورة المصرية وأهم رموزها سواء كانوا من أبطالها، وضحايا الأحداث المتوالية.