صرحت منصة التواصل الإجتماعي فيس بوك يوم أمس الخميس انها سوف تعمل على توفير تفاصيل الإعلانات التي تم شراءها من قبل الحسابات المرتبطة بروسيا للكونغرس الأمريكي، فيما يعتبر انعكاساً لمسارها السابق، حيث ظلت المنصة متشددة لعدة أسابيع حول الإعلانات التي باعتها لنشطاء روس خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وأوضح مسؤول تنفيذي في فيس بوك من خلال إحدى مقالات المدونة التي تحمل عنون “أسئلة صعبة” أن الشركة أجرت مراجعة قانونية وسياسية شاملة وقررت الإفصاح عن تفاصيل الإعلانات، ويعود ذلك جزئياً إلى التحقيق الاستثنائي الذي أجراه الكونغرس، وقال إليوت سكريج نائب رئيس فيس بوك للسياسية والاتصال “استنتجنا أن مشاركة الإعلانات التي اكتشفناها مع الكونغرس سيساعد السلطات الحكومية على إكمال العمل الهام للغاية لتقييم ما حدث في انتخابات عام 2016”.

ويأتي هذا القرار وسط تدقيق متزايد لمبيعات الإعلانات التي تبلغ كلفتها ما لا يقل عن 100 ألف دولار وربما ساعدت في التأثير على آراء الناخبين قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويشتبه على نطاق واسع بضلوع الحكومة الروسية في شن حملة واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية، بما في ذلك فيس بوك، كجزء من محاولة دعم المرشح آنذاك دونالد ترامب.

وجرى التركيز على الإعلانات بعد قيام المدعي الخاص روبرت مولر بالتحقيق في دور روسيا ضمن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وحصوله على مذكرة تفتيش بحق فيس بوك، مما كان يسمح له بالحصول على تفاصيل مبيعات الإعلان، وقال سكريج في مدونة أن الشركة لن تكشف عن معلومات تتعلق بالإعلانات الموجهة للجمهور، مشيراً إلى قلق الشركة حول خصوصية المعلنين.

وقد استعمل إليوت سكريج نائب رئيس فيس بوك للسياسية والاتصال المدونة المسماة “أسئلة صعبة” للتنصل بشكل صارخ من أي معرفة من قبل فيس بوك أن روسيا قد اشترت إعلانات سياسية، حيث قال “لا، لم نفعل ذلك، فالغالبية العظمى من المعلنين الذين يزيد عددهم عن 5 ملايين معلن يستخدمون أدوات الخدمة الذاتية، وتسمح هذه الأدوات للأفراد أو الشركات بإنشاء صفحة على فيس بوك أو إرفاق بطاقة ائتمان أو بعض طرق الدفع الأخرى وتشغيل إعلانات تروج لمشاركاتهم”.

وأضاف “ويعمل موظفو فيس بوك في بعض الحالات بشكل مباشر مع المعلنين الكبار، ولم يتم العثور على أي علاقة من تلك العلاقات بين الأشخاص في حالة الإعلانات الروسية”، واعترفت المدونة أيضاً بأن الشركة قد تكتشف المزيد من الحسابات الدعائية التي تستخدمها روسيا أو جهات أجنبية أخرى للتأثير على العملية السياسية.

ويرى النقاد أن هناك نقص في الرقابة على الكيفية التي يتم من خلالها إنفاق المال السياسي ضمن وسائل التواصل الإجتماعي، ودعوا إلى إخضاع فيس بوك وغيرها من الشركات لقواعد شبيهة بقواعد الشفافية الموجودة لدى وسائل إعلام أخرى.

وتولى مارك زوكربيرج مؤسس الشركة والرئسي التنفيذي الدفاع عن منصته، من خلال فيديو بث مباشر، في مواجهة الانتقادات المتعلقة بنشر فيس بوك لإعلانات تم شراؤها من قبل روسيا في موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وحدد ضمن الفيديو خطة المنصة لمكافحة قرصنة روسيا للانتخابات وضمان سلامة سير الانتخابات قدماً، حيث حدد زوكربيرج 9 خطوات منها ما قد جرى اتخاذها ومنها ما سوف يجري اتخاذها.

وتتلخص هذه الخطوات فيما يلي:

1. العمل بنشاط مع الحكومة الأمريكية في تحقيقاتها الجارية في التدخل الروسي
2. مواصلة التحقيق في ما حدث على الشبكة الاجتماعية خلال الانتخابات الرئاسة 2016
3. جعل الإعلانات السياسية أكثر شفافية
4. تعزيز عملية مراجعة الإعلانات السياسية
5 – زيادة استثماراتها في الأمن وسلامة الانتخابات
6- توسيع نطاق عملها مع لجان الانتخابات في جميع أنحاء العالم
7. تبادل التهديدات والمعلومات مع الشركات الأمنية والتقنية الأخرى
8 – العمل بشكل استباقي لتعزيز العملية الديمقراطية
9. ضمان سلامة الانتخابات الألمانية

وأوضح مارك “نحن نعمل بنشاط مع الحكومة الأمريكية على تحقيقاتها الجارية في التدخل الروسي، وقد تم التحقيق في هذا الأمر لعدة أشهر، ولم نجد حتى الآن أي دليل على وجود حسابات مزورة مرتبطة بروسيا للإعلانات، وعندما كشفنا مؤخرا عن هذا النشاط، قدمنا المعلومات إلى المدعي الخاص روبرت مولر، كما اطلع فريقنا هذا الصباح الكونغرس على الإعلانات التي وجدناها”.

وكانت فيس بوك قد أوضحت في وقت سابق من هذا الشهر أن هناك 470 حساباً غير أصيل وصفحات يحتمل ان تكون مشغلة من قبل روسيا قد أنفقت ما يقرب من 100 ألف دولار بين شهر يونيو/حزيران 2015 وماي/أيار 2017 على 3 آلاف إعلان، حيث ركزت هذه الإعلانات على تضخيم الرسائل الاجتماعية والسياسية حول موضوعات تتعلق بالمثليين وقضايا العرق والهجرة وحقوق حمل السلاح.

وعلى صعيد آخر، فقد شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه الرسمي في منصة التدوين المصغرة تويتر بقرار الشبكة الإجتماعية الأكبر عالمياً فيما يتعلق بتسليم أكثر من 3 آلاف إعلان يعتقد انها مرتبطة بالتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، وقال “الخدعة الروسية متواصلة، والآن هي إعلانات في فيس بوك، ماذا عن التغطية الإعلامية المتحيزة وغير المؤكدة تماماً لصالح هيلاري كلينتون”.