قال خبير إسرائيلي في الشؤون الفلسطينية إن "حماس تواصل اللعب بالنار، وترى في ذلك نجاحات لا بأس بها، في ظل أن عددا من قادتها يتحدثون اللغة العبرية، ويقرأون الإسرائيليين جيدا، وهو أمر مرتبط بصورة كبيرة بسياسة التحدي التي تتبناها الحركة تجاه إسرائيل، وكفيلة بإخراج الجيش عن عقاله".


وأشار إلى أنه "بعد أن نجحت المسيرات الشعبية التي تخرجها حماس إلى الحدود الفلسطينية الإسرائيلية شرق قطاع غزة بتوسيع مساحة الصيد، فإن الحركة تواصل استخدام القوة على أمل تحقيق أهدافها المرجوة".


وأضاف جاكي خوجي بمقاله بصحيفة معاريف، أن "الإسرائيلي يواصل مشاهدة المسلسل الممل بغزة، وفي حين أن إسرائيل اعتادت على توجيه ضربات قوية لحماس على كل قذيفة صاروخية تقع داخل الحدود الإسرائيلية، فإن الحركة تواصل اللعب بالنار، وتتحدي الجيش الإسرائيلي مرة بعد أخرى، وتقربه من الذهاب لحرب واسعة، لكنه في نهاية المطاف يعود لقواعده دون شن هذه الحرب، على الأقل حتى الآن".


وأوضح محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أن "هذا الوضع في غزة يجعلنا ندخل دائرة الجنون التي لا يستوي فيها عقل أو منطق، فزعماء حماس يعرفون إسرائيل جيدا، ليس فقط يعرفونها، بل إنهم منذ سنوات طويلة يلاحقون النقاشات الجماهيرية التي يشهدها الرأي العام الإسرائيلي، ويتابعون جميع التحركات السياسية، وانتكاسات الأحزاب الإسرائيلية، بجانب الواقع الاجتماعي داخل إسرائيل".


وأكد خوجي، الذي قام بتغطية الانتخابات المصرية والعراقية في سنوات سابقة، أن "المعرفة الوثيقة لزعماء حماس بكل ما يتصل بإسرائيل تساعدهم كثيرا في إعداد تقديرات الموقف بصورة يومية، وحتى الآن أثبتت هذه التقديرات صحتها حتى اليوم بصورة غير سيئة".


وأوضح أن "هناك على الأقل ثلاثة من قادة حماس في الصف الأول يتحدثون اللغة العبرية بطلاقة؛ بسبب مكوثهم سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، أولهم هو يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي بقطاع غزة، والثاني هو صلاح العاروري الرجل الثاني في الحركة وهو نائب زعيم الحركة المقيم في تركيا، والثالث حسام بدران عضو المكتب السياسي للحركة والناطق باسمها في الخارج، الذي يعمل من قطر".


وأشار إلى أن "الثلاثة يعرفون المجتمع الإسرائيلي جيدا، ويتابعون ساعة بساعة الجدل الإسرائيلي السياسي والأمني، ولديهم القدرة على تحليل وتفسير الواقع الإسرائيلي، في المقابل ليس هناك من وزير إسرائيلي أو جنرال في هيئة الأركان، أو ضابط في الاستخبارات، مكث في السجن الفلسطيني سنوات طويلة، وتعلم كيف يفهم سجانيه، أو على الأقل استيقظ باكرا كل يوم صباحا داخل البيئة الفلسطينية".


وأوضح أن "غزة وزعماء حماس المذكورين أعلاه ورفاقهم يشعرون أن لديهم تفوقا على إسرائيل رغم أفضلية الأخيرة على الفلسطينيين في المجالات: العسكرية، التكنولوجية، والاقتصادية، والاستخبارية، والاجتماعية، ومع ذلك فإن السنوار وزملاءه في قيادة الحركة ربما يعرفون طبيعة القوات العسكرية الإسرائيلية أكثر من الإسرائيليين أنفسهم".


وأشار إلى أن "قادة حماس الذين يتحدثون العبرية ويبدون فهمهم للواقع الإسرائيلي موقنون أن إسرائيل لا تستطيع الذهاب لحرب ضد غزة، ليس لأنها ستخسرها، بل لأنها لا تريدها، لسببين اثنين: الأول أن جنودها سيعودون لبيوتهم في توابيت سوداء موتى وقتلى، وهناك شكوك أن يتحمل المجتمع الإسرائيلي هذا الثمن الباهظ، والثاني الأكثر ردعا، ويتعلق باليوم التالي لهذه الحرب".


وأكد أن "حماس تعتقد أن إسقاطها في غزة يتطلب استعدادا إسرائيليا لما قد يحصل في القطاع، الذي سيصبح عبارة عن "جنة عدن" للمنظمات الراديكالية، حماس تعرف مخاوف إسرائيل من الإطاحة بها، لأنه يعني التورط الكامل في المستنقع الغزاوي، صحيح أن السلطة الفلسطينية تريد العودة لغزة، لكنها لا تستطيع، حتى لو على ظهر دبابة إسرائيلية".


وختم بالقول إن "هذه القناعات المتوفرة لدى قادة حماس تقوي مواقفها السياسية، وتمنح زعماءها راحة نفسية، ويجعل الحركة تفهم هذا التكتيك جيدا، حيث إنها وصلت لقناعة مفادها أنها قادرة على إخراج "العدو الإسرائيلي" من عقاله".