"كنا نذبح أمام الكاميرات"، جملة تختصر الحديث عن لحظات مرعبة عاشها شاب فلسطيني، عندما انهمرت عليه وعلى رفاقه رصاصات وقذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار بقطاع غزة.

وتحدث محمد مروان هنية (28 عاما)، عن الأوقات الصعبة والمرعبة التي مر بها، والتي تمكن من توثيق بعضها عبر كاميرا هاتفه الجوال، عندما شارك هو وعدد من الشبان الفلسطينيين في مسيرة "مليونية العودة" التي تزامنت مع ذكرى النكبة.

وقال في لقاء خاص مع "عربي21" من أرض مخيم العودة شرق مدينة غزة على مقربة من الخط الفاصل: "كنت أريد أن أرفع علم بلادي على أرضي المحتلة، لكن وبشكل مفاجئ تم استهدافنا بإطلاق وابل كثيف من الرصاص وقذائف المدفعية"، موضحا أن هذا الاستهداف تسبب باستشهاد وإصابة العديد من الشبان.

وأكد هنية، أن "المشهد كان مؤلما وحزينا؛ الجرحى في كل مكان"، مضيفا: "لم نتوقع أن يكون الجيش الإسرائيلي النازي بهذا الجنون، ولم نتوقع من هذه العصابات أن تستهدفنا بالقتل المباشر".

وحول شعوره في تلك الأوقات الصعبة، قال: "غطى الحزن المكان وتذكرت طفلتي سارة، وكيف ستكبر بدوني"، معربا عن أمله في أن يعيش هو وعائلته بـ"سلام، في حياة لا قتل ولا عنف فيها، كما أتمنى أن يزول هذا الاحتلال".

وانطلقت مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس الماضي، وبلغت ذروتها في 14 مايو الماضي تزامنا مع الذكري السبعين للنكبة الفلسطينية والتي أطلق عليها مسيرة "مليونية العودة"، حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحق المدنيين أسفرت عن استشهاد 63 فلسطينيا وإصابة الآلاف.

ونتيجة القمع الإسرائيلي الدموي للمتظاهرين السلميين، بلغ إجمالي عدد شهداء مسيرات العودة في قطاع غزة 134 فلسطينيا، منهم 7 شهداء ما زالت "إسرائيل" تحتجز جثامينهم، في حين أصيب 14700 آخرون بجراح مختلفة؛ بينهم 350 حالتهم "خطيرة"، وفق إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.