لليوم الخامس على التوالي لا تزال الاحتجاجات المنددة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشعل المدن والعواصم العربية والإسلامية.
 

 
وفي صباح اليوم الاثنين، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال قرب جامعة خضوري غرب طولكرم، في حين أنباء عن اشتباكات وقطع للطرق في رام الله والبيرة.
 
وتواصلت المظاهرات والاحتجاجات في عدد من مدن العالم ضد قرار ترامب، وأحرق متظاهرون إندونيسيون اليوم الاثنين صور ترمب والأعلام الأميركية أثناء احتجاجهم أمام السفارة الأميركية التي أحاطتها أسلاك شائكة وعشرات من رجال الشرطة في جاكرتا.

احتجاجات بأندونيسيا
 
وهتف المشاركون في المظاهرة "لنشهد دمار سطوة إسرائيل، سندعم فلسطين بدمائنا".

وجاء هذا الاحتجاج بعد مظاهرات أكبر نطاقا بكثير في مطلع الأسبوع، دعا خلالها الآلاف لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وطرد سفيرها من إندونيسيا، وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.

وفي الجزائر، تواصل الغضب في مختلف الولايات بما فيها العاصمة، بعد قرار ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
 
وخرج آلاف الجزائريين في مظاهرات رافعين العلمين الفلسطيني والجزائري، وشعارات تندد بالقرار الأميركي وتُشيد بالموقف الرسمي الثابت في دعمه للقضية الفلسطينية.
 
وشهدت عشرات الجامعات مشاركة آلاف الطلبة في مسيرات منددةٍ بما سموها محاولة بيع الأقصى والقدس. وامتد الحراك الشعبي الجزائري إلى ولايات عديدة من وهران في الغرب إلى قسنطينة في الشرق، وتميزت بمشاركة شرائح مختلفة أكدت وقوف الجزائريين مع فلسطين والقدس.
 
وفي العاصمة القطرية الدوحة، تظاهر طلاب وأساتذة في جامعة قطر تضامنا مع الفلسطينيين، ورفع المحتجون أعلام فلسطين وطالبوا بدعم صمود أهلها، ونددوا بالقرار الأميركي الذي أكدوا أنه انحياز سافر للإسرائيليين ومباركة لعدوانهم المستمر على حقوق الفلسطينيين.
 

تظاهرات بلبنان  
 
وفي لبنان، من المقرر أن تنظم مظاهرة في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الاثنين بدعوة من حزب الله اللبناني، بعد يوم من مظاهرات حاشدة أمام السفارة الأميركية في بيروت.

وخرجت مظاهرات تندد بالقرار الأميركي في كل من مصر والأردن وتونس والمغرب والسودان واليمن.
 
وفي باكستان، شهدت مدينة كراتشي مظاهرة حاشدة للتنديد بالقرار الأميركي، وتوجه محتجون ينتمون إلى ما يعرف بـ"مجلس وحدة المسلمين" صوب القنصلية الأميركية، وأضرموا النار في العلمين الأميركي والإسرائيلي.
 
ووصفت الحكومة الباكستانية قرار ترمب بأنه بمثابة نكسة خطيرة لسيادة القانون والمعايير الدولية، مضيفة أنه يمثل تراجعا حادا لعملية السلام في الشرق الأوسط.
 
وفي أفغانستان، أحرق مئات المتظاهرين دمية تمثل ترمب مرددين "الموت لأميركا ولترمب ولإسرائيل".

وخرج مئات الآلاف من الأتراك في مدينة إسطنبول في مظاهرات رافضة لقرار ترمب، ورفع المتظاهرون في وقفات استمرت ساعات الأعلام الفلسطينية منددين بالقرار الأميركي.

وكانت عدة مدن أوروبية -بينها لندن وبرلين وكوبنهاجن- شهدت أمس الأحد مظاهرات تضامنية مع القدس، وتكرر المشهد في مدينة سان باولو في البرازيل.
 
وبالأمس، تفجرت الأوضاع في فلسطين المحتلة، بشكل كبير، وتصاعدت حدة المواجهات العنيفة أثناء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لانتفاضة الفلسطينيين مما رفع حجم جرائمها إلى 1250 جريحاً و150 معتقلاً فلسطينياً.

 

واشتعلت المواجهات بين قوات الاحتلال والمواطنين تحديدا في القدس المحتلة، لاسيما أمام الأقصى وبمحيطه، في الوقت الذي “حين طرد فيه حراس المسجد الأقصى، أمس، وفداً بحرينياً من ساحاته، كون زيارته، التي تستغرق أربعة أيام، جاءت في سياق زيارة تطبيعية ورسمية للاحتلال”، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
 
واقتحمت قوات الاحتلال، معززة بقوة عسكرية مشددة، مقبرة باب الرحمة الملاصقة لجدار المسجد الأقصى المبارك الشرقي، حيث شرعت بقص أشجار قديمة فيها والعبث في العديد من المقابر، ما يشكل انتهاكاً صارخاً لحرمة المقابر والأموات.

فيما اندلعت المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال أثناء محاولتها قمع المظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في عدة مناطق بمدينتي بيت لحم والخليل، بالضفة الغربية، رفضاً للقرار الأميركي بشأن القدس.

وقد أصيب عشرات الطلبة بحالات اختناق، خلال المسيرة الطلابية التي انطلقت من مدارس مخيم العروب شمال الخليل باتجاه البرج العسكري،  تنديداً بالقرار الأميركي بشأن القدس.

واعتلت قوات الاحتلال أسطح المنازل الفلسطينية في المخيم لقنص الطلبة بالرصاص الحي، أثناء مسيرتهم الاحتجاجية التي رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات الوطنية، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال، التي ألقت قنابل الصوت والغاز السام والأعيرة المطاطية باتجاههم، تسببت في حالات اختناق بين صفوفهم.
 
وبالمثل؛ أصيب العشرات من الشبان بحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي اندلعت عند المدخل الشرقي لمخيم عايدة، شمال بيت لحم، حينما اقتحمت قوات عسكرية إسرائيلية ساحته، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية صوب منازله، وتجاه الشبان، لتفرقة تظاهراتهم الغاضبة ضد القرار الأميركي.

واندلعت مواجهات مماثلة في بلدة "تقوع"، جنوبي بيت لحم، عند قيام قوات الاحتلال بقمع مظاهرة لطلبة المدارس عند المدخل الغربي للبلدة؛ عبر إطلاق الرصاص الحي صوب المتظاهرين، الذين ردوا برشق الحجارة ضدهم.
 
كما اقتحمت قوات الاحتلال عدة مقار ومناطق مختلفة في قرية مردة، شمال سلفيت، وأحدثت خراباً ودماراً في الممتلكات، واعتدت على أصحابها من المواطنين الفلسطينيين.

وبموازاة ذلك؛ عزز جيش الاحتلال من تواجد قواته العسكرية في محيط قطاع غزة؛ بما فيها وحدات من القناصة الذين كان لهم دور في إصابة عدد من النشطاء الفلسطينيين الذين قادوا المظاهرات الشعبية قرب الشريط الحدودي للقطاع، خلال الأيام الماضية.
 
وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلية المظاهرات في قطاع غزة، بإطلاق أعيرة الرصاص الحي والمطاطي، إلى جانب القنابل الغازية المسيلة للدموع صوب المتظاهرين، فضلا عن قيامها بشن غارات جوية على أهداف داخل القطاع.
 
وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة العدوانية تجاه المئات من المواطنين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، وبخاصة طلبة المدارس الذين خرجوا في مظاهرة حاشدة صوب السياج الفاصل، شرق بلدة خزاعة بالقرب من خان يونس، جنوب القطاع، حيث تمكنوا من بلوغه ورفع العلم الفلسطيني فوقه.

من جهتها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال الصهيوني قتلت أربعة فلسطينيين وأصابت ألفًا و632 آخرين؛ خلال المواجهات التي اندلعت منذ يوم الخميس الماضي.
 
وقالت وزارة الصحة في إحصائية وزعتها مساء الأحد، إن المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية تعاملت مع 292 إصابة في الضفة الغربية والقدس المحتلتيْن وقطاع غزة.
 
وأوضحت أن الإصابات في الضفة الغربية والقدس، قد بلغت 1327؛ منها 28 بالرصاص الحي و305 بعيارات معدنية مغلفة بالمطاط، إلى جانب 962 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وبيّنت أن 15 فلسطينيًا أصيبوا بـ "الضرب، السقوط، الحروق والدهس"، و17 حالة إصابة مباشرة بقنابل الغاز، مشيرة إلى أن المستشفيات تعاملت مع 70 إصابة؛ منها 15 بالقدس المحتلة.

وأصيب في ذات الفترة 305 فلسطينيين، جراء مواجهات اندلعت في قطاع غزة؛ بينها 64 بالرصاص الحي و11 بالمطاط، 184 حالة اختناق، 12 إصابات أخرى و19 إصابة مباشرة بقنابل الغاز.
 
ونوهت وزارة الصحة إلى أن عمليات القصف التي تعرضت مناطق في قطاع غزة، أسفرت عن إصابة 19 مواطنًا، موضحة أن المستشفيات تعاملت مع 222 إصابة؛ بينها أربعة خطيرة.
 
وذكرت أن الشهداء الأربعة هم؛ محمود المصري (30 عامًا)، ماهر عطا الله (54 عامًا)، محمود العطل (28 عامًا)، ومحمد الصفدي (30 عامًا).
 
وكانت الأراضي الفلسطينية المحتلة، قد شهدت مسيرات احتجاجية تبعها مواجهات مع قوات الاحتلال على المئات من نقاط التماس في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، تنديدًا بقرار الرئيس الأمريكي بشأن إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.