حذر البروفيسور أميتاي إتزيوني أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جورج تاون بواشنطن من أن أميركا ستتحول إلى الحكم الاستبدادي إذا انتُخب الرئيس دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية.

يقول إتزيوني في مقال بموقع ناشونال إنترست الأميركي، إنه عاش في ألمانيا في الفترة بين 1929 و1935 أثناء استيلاء الزعيم النازي أدولف هتلر على الحكم هناك، ويستطيع أن يرى بوضوح التحولات التي مرت بها أميركا خلال الفترة الأولى لحكم ترامب ومآلات هذه التحولات.

وأوضح الكاتب أن ترامب -إذا انتُخب لفترة ثانية- سيقوّض العديد من المؤسسات التي قيدته خلال الفترة الأولى، وسيجعل المزيد من الوكالات الفدرالية تبدو مثل وزارة العدل. وسيرشح المزيد من القضاة للمحكمة العليا؛ حتى لا تكون هناك أغلبية فيها تقف في طريقه للتحكم في المؤسسات الأخرى في المجتمع الأميركي.

وسيستبدل الجنرالات بالجيش الأميركي غير الموالين له بآخرين ينصاعون لأوامره من دون معارضة، وسيأمر لجنة الاتصالات الفدرالية بإجبار شركات الإعلام الاجتماعية على حمل أكاذيبه ونظريات المؤامرة التي يروّج لها، وسيقوم بتسييس التعداد السكاني الذي سيؤثر على تخصيص مقاعد الكونغرس، وكذلك جميع الانتخابات الرئاسية المقبلة، وغير ذلك من الإجراءات التي ترسخ سيطرته واستبداده.

ويستمر إتزيوني قائلا إنه لن يُفاجأ أن يسعى ترامب إلى تنصيبه لفترة ثالثة أو يعيّن ابنه ليتبعه، مثل كل المستبدين الآخرين الذين يحبهم كثيرا.

وأشار إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أن ترامب يتخلف كثيرا عن منافسه الديمقراطي جو بايدن بسبب سوء إدارته لمكافحة جائحة كورونا، واندفاعه لفتح الاقتصاد قبل الأوان، والتعامل مع حادثة مقتل جورج فلويد، وفشله في العثور على رسالة قوية يستعيد بها مكانته وسط الناخبين.

ومع ذلك، قال الكاتب إن عنف اليسار خلال المظاهرات الأخيرة ربما يمنح ترامب شريان حياة، ولن يعدم ترامب الوسيلة التي يستغل بها هذا العنف ويؤججه أكثر لتخويف الناخبين من الديمقراطيين واليسار.

وختم إتزيوني مقاله بأن هؤلاء المتظاهرين العنيفين إذا تعلموا من دروس التاريخ القاسية وأدركوا ما ستبدو عليه ولاية ترامب الثانية، فمن المؤكد أنهم سيتراجعون.