انطلقت الأربعاء ندوة دولية في ولاية كوتاهية، غربي تركيا، بعنوان "عبد الحميد الثاني في ذاكرة العرب"، بمشاركة 38 أكاديميا من 16 دولة.

وتعقد الندوة، التي تبحث العلاقات العربية التركية على مدار 3 أيام، في كلية الفنون الجميلة بجامعة "دوملو بينار" بكوتاهية، وينظمها مركز أبحاث استراتيجيات التنمية التابع للجامعة، بدعم من مؤسسات عدة بينها الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا).

وقال والي كوتاهية عمر تورامان، في كلمة افتتاحية للندوة، إن العرب والأتراك من الشعوب القديمة في الأناضول والشرق الأوسط.

وأضاف أن الأمتين الكبيرتين حافظتا على ثقافة التعايش لقرون.

وأكد على أن جهات خارجية أرادت الدخول إلى المنطقة، خاصة قبل قرن من الآن، وزرع الخلافات فيها، بسبب انزعاجها من تآخي شعوب المنطقة وعيشها المشترك.

وأعرب تورامان عن أسفه إزاء استسلام شعوب المنطقة لتلك الخطط الدخيلة. مشيرا أن كفاح السلطان عبد الحميد الثاني كان في هذا الإطار.

ولفت إلى أن الناس في العالم الإسلامي أدركوا لاحقا أنهم إخوة في الدين، لكن ذلك استغرق وقتا طويلا.

وتابع: "نحن آمنا دوما بأن الذين يعيشوف في هذه الجغرافيا إخوة، لدينا هوية مشتركة ويمكننا عبر اللقاء والتحدث التفاهم والتعاون، والتحول إلى قوة كبيرة".

بدوره تطرق رئيس جامعة دوملو بينار، البروفيسور رمزي غوران، إلى الدمار الذي أعقب ثورات الربيع العربي، التي بدأت بذورها خلال التوترات التي أحدثتها الحرب الإيرانية-العراقية وحرب الخليج قبل 3 عقود.

وشدد "غوران" على أن الأحداث التي وقعت خلال الأعوام الأخيرة أظهرت بأنه يراد منها إحداث توترات مستدامة من خلال تأجيج الخلافات المذهبية والإثنية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

وأكد على أن "هذه التوترات تهدد مستقبل الدول الصديقة والشقيقة" في المنطقة، داعيا المسلمين إلى الابتعاد عن الفتن المذهبية والإثنية، والعمل على نشر القيم الإسلامية بينهم والتعاون وتأسيس الأخوة الإسلامية العامة.

وتتناول الندوة العلاقات العربية التركية، وانعكاسات حقبة الاستعمار، وحياة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني والنهج الذي اتبعه في السياسة والمكانة التي يحظى بها في الذاكرة العربية-التركية المشتركة.