أدلت مديرة الاستخبارات المركزية الأميركية جينا هاسبل بشهادتها أمام مجلس الشيوخ بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتعالت أصوات أعضاء بالمجلس للمطالبة بإدانة السعودية بعدما باتوا أكثر قناعة بتورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالجريمة.

وخلف أبواب مغلقة، تحدثت هاسبل لزعماء عدة لجان بمجلس الشيوخ، بعد أن غابت عن إفادة أدلى بها مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي بشأن السياسات السعودية، ما تسبب في حالة إحباط وغضب تجاه البيت الأبيض بين المشرعين.

وبعد إفادة هاسبل، قالت مراسل الجزيرة وجد وقفي إن أعضاء مجلس الشيوخ أصبحوا أكثر حدة في مهاجمتهم للسعودية واكثر قناعة بتورط محمد بن سلمان بقتل خاشقجي.

وقال السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام إن السعودية حليف استراتيجي ولكن الحفاظ على العلاقة معها لا يجب أن يكون بأي ثمن، مؤكدا أنه لا يستطيع دعم صفقات الأسلحة للسعودية طالما محمد بن سلمان في قيادتها.

واعتبر غراهام أن ولي العهد السعودي ليس حليفا للولايات المتحدة يمكن التعويل عليه، موضحا أنه يجب التمييز بين السعودية كحليف استراتيجي للولايات المتحدة ومحمد بن سلمان.

وأكد السيناتور الجمهوري أنه سيقدم مشروع قرار في الكونغرس يعتبر ولي العهد السعودي مسؤولا عن مقتل خاشقجي، متوعدا بالعمل على تطبيق قانون ماغينتسكي وفرض عقوبات على السعودية بشأن قضية خاشقجي.

وفي مقال بصحيفة وول ستريت جورنال، قال غراهام إن السياسات السعودية في المنطقة تجعل من ولي العهد مصدرا لعدم الاستقرار بالمنطقة، متهما النظام السعودي بازدراء المعايير الدولية بقتل خاشقجي والحملة العسكرية "المتهورة" في اليمن، فضلا عن حصار قطر، واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في وقت سابق.

وحذر السيناتور الجمهوري من أن ترك الحكومة السعودية دون مراقبة سيصب في مصلحة إيران من خلال دق إسفين بين بلاده وحلفائها بالمنطقة، محذرا من أن الفشل في توبيخ بن سلمان سيمنح الطغاة ضوءا أخضر لتصفية معارضيهم، ومشددا على ضرورة منح ضمانات لدول كالأردن ولبنان بأن واشنطن لن ترضخ لنزوات بن سلمان.

تصريحات غاضبة
ومن جهته، وصف زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عدم الرد على قتل خاشقجي بغير المناسب، وقال إن تجاهل القضية غير مقبول.

وأضاف ماكونيل "إحداث شرخ كامل في العلاقات مع السعودية ليس في مصلحتنا على المدى الطويل. نحن نبحث عن رد مناسب لا يفسد العلاقة بشكل كامل. فهم حلفاء مهمون جدا ضد الإيرانيين".

وعبر أيضا السيناتور الجمهوري جون كينيدي عن عدم رضاه إزاء تقديم هاسبل إفادتها أمام نخبة محدودة من زعماء الكونغرس، وأعرب في مقابلة مع فوكس نيوز عن اعتقاده بأن ولي العهد السعودي هو من أعطى الأمر بقتل خاشقجي وتقطيع جثته، مطالبا بإيقاع أقسى عقوبة على السعودية.

أما السيناتور كوركر فأكد أن محمد بن سلمان هو الذي أشرف على عملية قتل خاشقجي وأنه لو مثل أمام هيئة محلفين لتمت إدانته في 30 دقيقة، وقال "هذا غير مقبول لنا".

وأضاف أن الرسالة التي بعثتها إدارة ترامب لولي العهد السعودي حتى الآن ستسمح له بمواصلة سلوكه الحالي، مطالبا تلك الإدارة بالتنديد بقوة بقتل خاشقجي وإلا فسيتعين على الكونغرس التصرف.

وعقب إحاطة هاسبل، قال العضو الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية بوب مينينديز "أصبحت أكثر قناعة بضرورة اعتماد رد أميركي قوي على كل من حرب اليمن وقتل خاشقجي".

وقبيل انعقاد الجلسة، قال السيناتور الجمهوري راند بول إنه يجب رفع السرية عن تقرير سي آي أي بشأن مقتل خاشقجي لأن تفاصيله نشرت في وسائل الإعلام، كما طالب وزيري الخارجية مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس بالإفصاح عما إذا كانا يعارضان التقرير.

كما طالب بول مديرة سي آي أي بالكشف عن الصلة بين ولي العهد السعودي وقتلة خاشقجي، وقال إنه من الخطأ أن تتوصل سي آي أي إلى خلاصة أن ولي العهد السعودي ضالع في قتل خاشقجي وتتحفظ عن الكشف عنها.

وعبر السيناتور الجمهوري عن امتعاضه الشديد لاقتصار إفادة هاسبل على نخبة قليلة من أعضاء المجلس، متهما من وصفها بالدولة العميقة بمنع الكونغرس من القيام بإحدى مهامه وهي الإشراف على عمل الحكومة الاتحادية.

وفي هذا السياق، قال مصدر لرويترز إن إدارة ترامب ستطلع كل أعضاء مجلس النواب على وضع السعودية يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الحالي.