أصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المضي قدما في سياسته بشأن الهجرة ضاربا عرض الحائط بالانتقادات الداخلية والخارجية الموجهة لإدارته بهذا الشأن خصوصا ما يتعلق بفصل الأطفال عن ذويهم عند الحدود قبل مقاضاة آبائهم بتهمة دخول البلاد بطريقة غير نظامية.
وقال ترامب إنه سيمضي في اتجاه سياسته بخصوص الهجرة، داعيًا إلى وضع حد لعبور المهاجرين بشكل غير قانوني للحدود الأميركية المكسيكية، وعبّر عن رفضه تعيين قضاة جدد للهجرة.

واجتمع ترامب أمس بأعضاء جمهوريين من مجلس الشيوخ، وخصص الاجتماع للحديث عن مسألة الهجرة والتداعيات الأخيرة لسياسة فصل الأطفال عن ذويهم.

رد ترامب على منتقدي سياسته الخاصة بالهجرة وسط ضجة بشأن فصل الأطفال عن عائلاتهم على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك أثناء محاولتهم الدخول إلى الولايات المتحدة حيث يسعى العديد منهم إلى طلب اللجوء.
  
وفي منتدى لرجال الأعمال، قال ترامب أمس "لا نريد أن يتدفق الناس على الحدود"، مضيفا أن الهجرة غير النظامية غير عادلة لمواطني الولايات المتحدة، واتهم وسائل الإعلام بمساعدة مهربي البشر، وألقى باللوم على الحزب الديمقراطي في الوضع على الحدود الجنوبية.
  
وقال ترامب في تغريدة له "الديمقراطيون هم المشكلة إنهم لا يهتمون بالجريمة ويريدون أن يتدفق المهاجرون غير النظاميين، بغض النظر عن المدى الذي يتسمون به من سوء، على بلادنا ويغزونها".

ويجادل ترامب بأن "ثغرات" تؤدي إلى فصل العائلات، مدعياً أنها تجبر السلطات على إطلاق سراح المهاجرين غير النظاميين، أو احتجازهم في أماكن مختلفة، وأنه يسعى إلى تشريع لاحتجاز العائلات معًا. ويصور الخيارات الحالية على أنها إما حدود مفتوحة وإما حملة القمع.

جمهوريون يعارضون
على صعيد المواقف الأميركية الداخلية، أبدى زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ميتش ماكونيل معارضته لسياسة إدارة ترامب فيما يتعلق بالهجرة وفصل الأطفال عن ذويهم الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني.

وفي تصريحات أدلى بها عدد من الجمهوريين أمس الثلاثاء في مقر الكونغرس، قال ماكونيل إن جميع أعضاء الأغلبية من الحزب الجمهوري يؤيدون خطة تُبقي العائلات مجتمعة.

وأعرب السيناتور الأميركي عن أمله في أن يتوقف الضرر السياسي الناجم عن سياسة ترامب، ووضع حد للقصص المفجعة للأطفال الذين فصلوا عن أمهاتهم، ووضع الأطفال في معسكرات للاحتجاز المؤقت.

وجاءت تصريحات ماكونيل بالتوازي مع تحرك الجمهوريين بمجلس الشيوخ أمس لنزع فتيل الأزمة السياسية من خلال السعي لتمرير تشريع من شأنه أن يضع حداً لفصل الأطفال عن ذويهم حينما يعبرون إلى الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية.

الطفل وأهله
على الصعيد الدولي نددت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هنريتا فوري بسياسة الولايات المتحدة بفصل الأطفال المهاجرين عن عائلاتهم، وقالت إن فصل الأطفال عن أسرهم "ليس من مصلحة أحد".

وأضافت أن "الأطفال الذين يحتاجون للحماية والدعم من المجتمع الدولي لديهم الحق بأن يتمتعوا بالحماية وأن يبقوا مع أسرهم".
 
من جهته قال المتحدث باسم اليونيسف كريستوف بوليراك إن الهجرة وحقوق الأطفال "شيئان متطابقان". وأضاف بوليراك في تصريحات للصحفيين "أعتقد أن دورنا الرئيسي هنا الإشارة إلى أن ما يحدث ليس صوابا". وأشار إلى أن الأبحاث أظهرت أن أخذ الأطفال إلى مراكز احتجاز دون عائلاتهم له "أثر سلبي وفوري" عليهم.
 
طفلة التوحد
إقليميا وصفت الحكومة المكسيكية فصل عائلات عند الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة بـ"القاسي وغير الإنساني"، وقال وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي أمس إن نحو 2000 طفل تأثروا بهذا الفصل، مشيرا إلى أن غالبية هؤلاء الأطفال ينحدرون من دول تقع في أميركا الوسطى، وهي غواتيمالا وهوندوراس والسلفادور.
  
وأضاف فيديغاراي أن بلاده لا يمكن أن تظل غير مكترثة لأن الموقف أثر على الجميع. وأعلن وزير الخارجية المكسيكي عن عقد لقاء مع سلطات من دول من أميركا اللاتينية يوم الجمعة المقبل لبحث اتخاذ موقف وإجراءات مشتركة.
  
وتابع أنه نظرا للوضع الصعب، فإن المكسيك عرضت تقديم مساعدة مؤسسية، وذكر أنه من بين الأطفال المكسيكيين الذين تم فصلهم، هناك طفلة عمرها عشرة أعوام تعاني من مرض التوحد وكان قد تم فصلها عن والدتها عند دخول الأراضي الأميركية.

وذكر فيديغاراي أن الفتاة موجودة مع شقيقها في مدينة ماكالن في ولاية تكساس، في حين تم احتجاز والدتها في مدينة براونسفيل في الولاية نفسها.