وصفت تركيا قرار الرئيس الأمريكي الذي أعلن فيه رسميا نقل السفارة للقدس، بأنه غير مسؤول وغير قانوني، فيما قال أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة أن القدس لا يمكن تحديد مصيرها إلا عبر التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين.


وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن القرار الأمريكي حول القدس، "باطل سواء أمام الضمير أو القانون أو التاريخ".


وناشد أردوغان بصفته رئيسًا لقمة منظمة التعاون الإسلامي، العالم بأسره للتحرك نصرة للقدس وللوقوف ضد كافة الخطوات غير القانونية بحقها.


ونقل عن أردوغان قوله: "إن قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ينتهك قرارات الأمم المتحدة ويتنافى مع هوية القدس الممتدة لقرون".

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إنه حاول التصدي لأي تدابير انفرادية من شأنها أن تعرض للخطر احتمال السلام بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين." وأضاف: "إن القدس هي قضية نهائية يجب حلها من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين على أساس قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة".


من جهته ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني بقرار ترامب، مؤكدا أن بلاده لن تقبل بذلك، وتحدث روحاني مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان في اتصال هاتفي واصفا إعلان ترامب بـ"الخاطئ وغير الشرعي والاستفزازي والخطير جدا".


ووافق روحاني على حضور قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في 13 كانون الاول/ ديسمبر، والتي اتصل أردوغان به لمناقشتها.

 

فرنسا بدورها انتقدت القرار ووصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القرار بالمؤسف، فيما انتقدت الأردن القرار واعتبرته تقويضا لمساعي السلام في المنطقة.


وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن اعتراف أي دولة بالقدس عاصمة لإسرائيل لا ينشئ أي أثر قانوني في تغيير وضع القدس كأرض محتلة، وفق ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية في قرارها حول قضية الجدار العازل.

 

من جهة أخرى، قال زعيم حزب العمال البريطاني، وعضو البرلمان، جيرمي كوربن، إن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، بما في ذلك الجزء المحتل منها، تهديد طائش للسلام، ودعا كوربن الحكومة البريطانية إلى إدانة هذا العمل الذي وصفه بـ"الخطير"، وأن تعمل على دعم تسوية عادلة وقابلة للبقاء.

 

واستنكرت مصر قرار الولايات المتحدة، مؤكدة أنها ترفض أية آثار مترتبة عليه، حسب بيان لوزارة الخارجية بحكومة الانقلاب.

وجاء في بيان الوزارة أن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال".

وأعربت مصر من خلال بيان الخارجية عن قلقها البالغ من نتائج القرار الاميركي على استقرار المنطقة العربية من جهة، وعلى مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من جهة اخرى.

 

إلى ذلك حذر شيخ الأزهر أحمد الطيب، من التداعيات الخطيرة لإقدام الولايات المتحدة على قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارتها إليها، لما يشكله ذلك من إجحاف وتنكر للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة.

وشدد الطيب على أن القدس المحتلة، وهويتها الفلسطينية والعربية، يجب أن تكون قضية كل المنصفين والعقلاء في العالم، حتى لا يفقد الفلسطينيون، ومعهم ملايين العرب والمسلمين، ما تبقى لديهم من ثقة في فاعلية المجتمع الدولي ومؤسساته، وحتى لا تجد الجماعات المتطرفة وقودا جديدا يغذي حروب الكراهية والعنف التي تريد إشعالها في شرق العالم وغربه.

 

في سياق متصل استنكرت دار الإفتاء المصرية بشدة إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ، وحملت ترامب وإدارته التداعيات الخطيرة جدا لهذا القرار بإشعال الحروب والصراعات فى المنطقة وكل العالم.

 

وشدت على أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل يعد خطوة خطيرة تدفع إلى المزيد من التوترات والصراعات وعدم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.