قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن جماعة الإخوان المسلمين "منظمة فكرية" وليست "إرهابية"، ووصف نظام بشار الأسد بالـ"مجرم"، كما تحدث عن علاقات بلاده بروسيا والوضع في سوريا وتنظيم الدولة.

"منظمة فكرية"

ورفض أردوغان تصنيف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية لأنها ليست منظمة مسلحة، بل هي منظمة فكرية"، مضيفا: "لا يمكن التسامح مع الإخوان المسلمين الموجودين في تركيا إن كانت لهم صلة بعمل إرهابي، ولكننا لم نر ولم نلحظ أي فعل من هذا القبيل".

جاء هذا في مقابلة مع فضائية "العربية" السعودية أجراها الإعلامي السعودي تركي الدخيل مع أردوغان خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض، ثاني محطات جولته الخليجية التي بدأها الأحد بزيارة البحرين واختتمها أول أمس الأربعاء بزيارة قطر.

وردا على سؤال حول أنباء عن رغبة واشنطن بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة "إرهابية" بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرئاسة 20 كانون الثاني/ يناير الماضي، قال أردوغان : "أنا شخصيا لا أعتبر الإخوان المسلمين منظمة إرهابية؛ لأنها ليست منظمة مسلحة، بل هي منظمة فكرية".

وأردف: "هي الآن منظمة مقسمة وموجودة في أماكن مختلفة، لم أر أية ممارسة مسلحة ولو وجدت ورأيت أي عمل مسلح منهم، سيكون موقفي الموقف نفسه من المنظمات الإرهابية، جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة فكرية لم تقم بأي عمل مسلح، وهي جمعية أو وقف أو مؤسسة فكرية، وإذا تم معاملتها معاملة الإرهابيين أظن أن ذلك غير صحيح".

وتابع: " في تركيا أيضا جمعيات ومنظمات وجماعات فكرية تنشط بحرية، وإذا ما لجأت إلى الإرهاب واستخدام السلاح فنحن نطبق كل ما نطبقه حيال المنظمات الإرهابية".

وفي رده على سؤال ما إذا كانت تركيا ستتعاطى بالمساواة ذاتها مع تسليم قيادات الإخوان المسلمين الموجودين في تركيا، كما تطالب الدول الأخرى بتسليم جماعة فتح الله غولن، قال أردوغان: "نحن نتلقى طلبات بين وقت وآخر لكن نوجه سؤالا؟ هل هذه منظمة إرهابية مسلحة؟ هل الذين تطالبون بهم تورطوا في عمل إرهابي أو مسلح؟ ".

وأكد أن "الذين كانوا موجودين في تركيا من الإخوان المسلمين إن كانت لهم صلة في عمل إرهابي لا يمكن أن نتسامح معهم، ولكننا لم نر ولم نلحظ أي فعل من هذا القبيل".

الانقلاب الفاشل

وفي المقابل، بين أردوغان أن بلاده تريد فقط "من قام بمحاولة الانقلاب في تركيا لأن هدفهم كان هدم تركيا، وقد استخدمت دبابات وطائرات وأسلحة الدولة ضد الشعب، وقد أدى إلى سقوط 248 شهيدا، وأكثر من 2000 جريح، وقد استهدفوا المباني الأساسية في تركيا والمباني الحكومية".

وتابع الرئيس التركي أن طياري منظمة غولن، التي تصنفها أنقرة "إرهابية"، كانوا وراء توتر العلاقات التركية الروسية، في إشارة إلى إسقاط تركيا لطائرة حريبة روسية في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2015 قرب الحدود السورية التركية.

وأردف: "نحن نتحدث عن منظمة قامت بعمل إرهابي واستخدمت السلاح وكانت تترصد هذه الفرصة لعشرات السنوات"، مشيرا إلى أن تحسين العلاقات مع روسيا قد يقلق البعض، ولكن العلاقات الجيدة مهمة جدا لمستقبل المنطقة.

الأسد وداعش والأكراد

ووصف أردغان نظام الأسد بـالمجرم"، قائلا إنه "قتل أكثر من مليون سوري وقام يتدمير الحضارة بشكل وحشي"، مشددا في الوقت ذاته على عدم السماح بإقامة "دولة ما" شمالي سوريا، و"من يسعى لذلك سيدفع الثمن باهظا"، في إشارة إلى أكراد سوريا.

واستطرد: "ونظام الأسد القاتل قد قام بقتل الأبرياء وإن كان الرقم المعلن هو 600 ألف سوري، لكنني أقول إن الرقم أكثر من ذلك، فهو قرابة المليون حيث استخدم البراميل المتفجرة والأسلحة كافة من الدبابات والمدفعيات، وقام بتدمير الحضارة وأيضا الأماكن التراثية، وفعل ذلك بشكل وحشي ودون تردد، ولا يزال".

وأردف: "وفي الماضي كانت لدينا علاقات جيدة مع الأسد حتى على المستوى العائلي، ولكن إذا ما ظهر الظلم وإذا ما مارس شخص الظلم لا يمكن الاستمرار في العلاقات، ونحن لا يمكن أن تكون علاقتنا مع الأسد المجرم القاتل مثلما كانت في الماضي".

وقال إن الرقة تعتبر معقلا أساسيا لتنظيم الدولة، و"نحن كقوات التحالف، يجب أن نحقق هدفنا هذا (تطهيرها من التنظيم)، وبعدها نستطيع أن نسلّم المنطقة لسكانها الأصليين من إخواننا العرب، ونكون قد وصلنا إلى مرحلة مهمة جدا في الطريق إلى تحقيق الاستقرار، نحن هنا في أمس الحاجة إلى دعم جاد من دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية".

وتابع أن "تنظيم الدولة يتلقى دعما من المجتمع الدولي، وهناك دول تقف وراء المنظمات الإرهابية وتستهدف تمزيق دولنا، والأسلحة التي يستخدمونها هي صنيعة الحرب"