كشف تحقيق لبرنامج "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة تفاصيل تحالف المحتل الصهيوني مع دول عربية لحصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ودور قاعدة برنيس البحرية المصرية في ذلك.

وأظهر البرنامج مشاهد حصرية تظهر الجيش المصري في مشروع لإنشاء منطقة عازلة في رفح المصرية، كما تم تشييد جدران عازلة حديثة على طول الحدود، ورصدت صور جوية أحواض مياه عميقة حُفرت في الجانب المصري على حدود غزة بهدف منع أي محاولة لحفر الأنفاق.

وحصل البرنامج الذي بُث مساء أمس الأحد بعنوان "الصفقة والسلاح" على معلومات حصرية تفيد بأن "قاعدة برنيس البحرية المصرية" التي افتتحت على البحر الأحمر في شهر يناير الماضي، كان من بين أهدافها قطع أي إمداد عن المقاومة في غزة.

وأكد سياسيون وخبراء عسكريون أن قاعدة برنيس المصرية التي أقيمت بتمويل إماراتي وحضر افتتاحها الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، قد أقيمت بالتنسيق مع المحتل الصهيوني بهدف تضييق الخناق على المقاومة الفلسطينية، ومنعها من الحصول على السلاح.

وادعت سلطات الانقلاب العسكري بمصر أن تطوير القاعدة جاء في إطار رفع كفاءة الجيش بالسلاح والتدريب والقواعد العسكرية، كما يقول مؤيدوا الانقلاب إن قاعدة برنيس تحمي حدود مصر الجنوبية، وتأتي كرسالة للجانب الإثيوبي في ظل مفاوضات سد النهضة.

وتبلغ مساحة القاعدة العسكرية 150 ألف فدان، وتضم قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومستشفى عسكريا، وعددا من الوحدات القتالية والإدارية، وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة، ورصيفا بحريا.

وقال الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، إن إقامة القاعدة البحرية تم بالتنسيق مع المحتل الصهيوني، لأنه "لا يحدث شيء دون تنسيق أمني مع المحتل الصهيوني، وقد رأينا ذلك مرات عديدة".

وقال الباحث والخبير في  شؤون الشرق الأوسط إيان بلاك، إن قاعدة برنيس تعد نتاج التعاون الاستخباراتي بين مصر والمحتل الصهيوني لخنق المقاومة في غزة، وهو أحد أهداف هذه القاعدة البحرية.

وفي دلالة على علاقة مصر بحصار سلاح المقاومة، قال رئيس جهاز الأمن الداخلي للمحتل الصهيوني "الشاباك" سابقا عامي أيلون، إننا استخدمنا مصر للتوضيح للمجتمع الدولي ولحماس وللفلسطينيين أنه من أجل إيجاد واقع مختلف في غزة لا بد من نزع سلاح حماس.

وأوضح المسؤول الأمني الصهيوني السابق، أن تل أبيب توصلت بعد العمليات العسكرية في غزة إلى نتيجة مفادها أنه لا يجب أن تقوم إسرائيل بنزع سلاح حماس بنفسها.

وقال جيم موران عضو الكونجرس الأميركي الأسبق، إن دور زعيم الانقلاب بمصر هو احتواء الشعب المصري وضمان الاستقرار ومنع أي ديمقراطية حقيقية، وسيكون لديه من النفوذ بقدر ما تختار الولايات المتحدة والمحتل الصهيوني والدول العربية استخدامه.

يذكر أنه عقب افتتاح القاعدة، اعتبرت القناة 12 العبرية أن قاعدة برنيس ستساهم في حماية أمن الصهاينة بالأراضي المحتلة.

وقال إيهود يعاري، محلل الشؤون العربية بالقناة أنه لدى المحتل الصهيوني وجود محدود للغاية في تلك المنطقة الحساسة، وتوسيع الوجود المصري هناك من شأنه أن يساعد أيضا في الحفاظ على أمن السفن من وإلى الأراضي المحتلة".

وأوضح يعاري أن مصر حصلت على مساعدات من السعودية والإمارات لإقامة القاعدة المذكورة، كجزء من خطوات تتخذها الدولتان لنشر القواعد العسكرية على طول سواحل البحر الأحمر.