قال المرصد العربي لحرية الإعلام إن "شهر أيار/ مايو الماضي شهد تصاعد حالات الموت والإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، الذي حصد أرواح 6 إعلاميين وصحفيين، إضافة إلى عديد الإصابات في معظم المؤسسات الصحفية الكبرى"، لافتا إلى أن "بعض الإعلاميين المُصابين شكوا من نقص الخدمات في المستشفيات الحكومية التي تلقوا علاجا فيها".

وأضاف المرصد، في تقريره الشهري الخاص برصد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية بمصر، "رغم انشغال السلطات المصرية مثل باقي حكومات العالم بمواجهة تداعيات فيروس كورونا، إلا أنها صعدت هجمتها ضد حرية الصحافة خلال الشهر المنصرم، حيث أعلنت وزارة الداخلية عما وصفته بخلية إعلامية إخوانية متعاونة مع قناة الجزيرة".

وذكر أن "إعلان وزارة الداخلية، الذي أذيع عبر وسائل الإعلام المختلفة، تضمن تحديدا للإعلاميين المقبوض عليهم (5 إعلاميين)، والمتهمين المقيمين خارج مصر (5 إعلاميين)، والتهمة الموجهة لهؤلاء الإعلاميين هي إنتاج تقارير تلفزيونية مُصورة من مصر وإرسالها لقناة الجزيرة، كما اتهمت وزارة الداخلية هؤلاء الإعلاميين بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، رغم أن أحدهم مسيحي".

وتابع: "كما واصلت السلطات تضييقها على الصحفيين الأجانب، حيث وجهت الهيئة العامة للاستعلامات، وهي الجهة المسؤولة عن منح تصاريح العمل لمراسلي وسائل الإعلام الدولية في مصر، إنذارا لكل من مدير مكتب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بالقاهرة سوداسان راجافان، ومدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ديكلان وولش، وزعم رئيس الهيئة ضياء رشوان أن هناك تجاوزات مهنية اتصفت بها التقارير المنشورة في هاتين الصحيفتين حول مصر في الآونة الأخيرة، وأكد رشوان خلال الإنذار أنه سيتخذ إجراءات أكثر تشدّدا في حال استمرار ما وصفه بالتجاوزات المهنية".

وأشار إلى أنه "خلال شهر أيار/ مايو قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام منع استخدام أسماء مستعارة في العمل الصحفي، إلا بإذن مسبق منه. والمشكلة هنا أن المجلس سيمنح الإذن للصحفيين القريبين من النظام للكتابة بأسماء مستعارة، كما يفعل بعضهم بالفعل حاليا، لكنه سيحرم الصحفيين المستقلين من ذلك، وقد جاء هذا القرار على خلفية نشر صحيفة المصري اليوم الخاصة مقالات باسم مستعار (نيوتن)، تضمنت بعض الآراء التي ضايقت السلطات حول سيناء، والتي دفعتها لمعاقبة صاحب الجريدة ورئيس تحريرها".

ووفق ما أمكن للمرصد العربي لحرية الإعلام رصده، فقد شهد شهر أيار/ مايو 33 انتهاكا، تصدرها الحبس والاحتجاز المؤقت (8 حالات)، وانتهاكات المحاكم والنيابات (19 انتهاكا)، والقرارات الإدارية التعسفية (3)، ثم انتهاك واحد لكل من حجب المواقع والاعتداءات وقيود النشر. كما تم استهداف الصحفيات بـ(4 انتهاكات)".

واستطرد قائلا: "لم يحتسب المرصد وفيات أو إصابات الصحفيين بفيروس كورونا ضمن الانتهاكات، رغم أن بعضهم شكا من إهمال أو تقصير طبي، لكننا حرصنا على توثيق هذه الوفيات والإصابات ضمن الصورة الكاملة لأوضاع الصحفيين في ظل جائحة الكورونا".