- البعض أكد أن وفاة مرسي "قتلا متعمدا" بسبب الإهمال الطبي وسلطات الانقلاب تتهرب
- تحذيرات حقوقية من أن "مرسي لن يكون الأخير إذا استمر الوضع بالسجون على ما عليه"
- جورج إسحق للأناضول: على سلطات الانقلاب إحداث إنفراجة حيال الأوضاع بالسجون
- أبو الفتوح تعرض مؤخرا لذبحة صدرية مرت بسلام ولولا كونه طبيبًا أسعف نفسه لكانت النتيجة مختلفة (نجله)
- حازم أبو إسماعيل دخل في غيبوبة بعد الاعتداء عليه داخل محبسه في سجن العقرب، وفق نشطاء
- أسرة البلتاجي تتخوف على حياته منذ إصابته بجلطة دماغية (بيان)
- الفريق عنان محبوس في "ظروف غامضة" وتصاعدت أنباء عن تدهور صحته مؤخرًا وأنه يرقد بمستشفى المعادي العسكري


باستشهاده، يدق الشهيد الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا بمصر، ناقوس الخطر، ويسلط الضوء على الموت الذي يهدد حياة المعتقلين السياسيين بشكل خاص، جراء ما يعتبره حقوقيون "إهمالا طبيا".

ناقوس تتعالى دقاته محذرا من الموت المخيم على سجون العسكر، وذلك منذ استشهاد الدكتور محمد مرسي التي أثيرت حول ملابسات وفاته شكوك كثيرة، محليًا ودوليًا؛ حيث أكد البعض أنها "قتلا متعمدا" بسبب الإهمال الطبي، وطالبوا بتحقيق دولي في الأمر، وهو ما نفته سلطات الانقلاب العسكري، وقالت إن الشكوك "لا تستند إلى أي دليل"، و"قائمة على أكاذيب ودوافع سياسية".

** استشهاد مرسي يدق ناقوس الخطر

لكن وراء القضبان، وفي الزنازين، تتخذ المقاربة أبعادا أخرى، بشهادات للأناضول من محاميين وذوي معارضين.

المرشح الرئاسي المصري الأسبق والسياسي البارز، عبد المنعم أبو الفتوح، دخل السجن قبل نحو عام ونصف، حاملاً معه 4 أنواع من الأدوية، تضاعفت مؤخرًا إلى 14 نوعًا؛ إثر معاناته من أمراض مزمنة وأوضاع صحية غير مستقرة.

حالة صحية متدهورة يعاني منها أبو الفتوح وعشرات المعارضين، دقت "ناقوس الخطر" على حياتهم، خصوصا عقب استشهاد مرسي، الاثنين الماضي، أثناء جلسة محاكمته.

وإثر استشهاد مرسي، اتهمت 9 منظمات حقوقية محلية، سلطات الانقلاب العسكري بمصر بـ"الانتقام من خصومه السياسيين، بالتعذيب والإعمال الطبي المتعمد والحبس الانفرادي"، محذرة في بيان مشترك من أن "مرسي لن يكون الأخير إذا استمر الوضع على ما هو عليه".

وفيما لا تتوفر إحصاءات عن عدد المرضى بسجون العسكر، وفق جورج إسحق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (رسمي)، إلا أن منظمات حقوقية محلية تعنى برصد عشرات الحالات قالت إنهم معرضون للوفاة أكثر من أي وقت مضى.

وفي حديث للأناضول، قال إسحق إن المجلس الحقوقي يتعامل مع أي شكوى تصله عن الأوضاع المرضية بالسجون، كان آخرها الأحد من قبل هيئة الدفاع عن أبو الفتوح.

وأوضح أن المجلس بدأ في مخاطبة إدارة السجون والنيابة العامة ووزارة الداخلية لمتابعة الأمر.

وعن دور المجلس، لفت إلى إنه ليس له صفة التنفيذ، وإنما يقتصر دوره على متابعة الحالات ورصدها، وتقديمها للجهات المختصة للتعامل معها، شريطة أن تكون بدليل مادي وليس كلامًا مرسلاً مثل تقديم تقرير طبي عن وضع السجين.

كما دعا إسحق سلطات الانقلاب إلى إحداث انفراجة في الأوضاع بالسجون، بالتحقيق في الحالات المرضية، وتوفير الرعاية الصحية لأصحابها.

ومنذ الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب الدكتور مرسي، صيف 2013، اعتقلت سلطات العسكر آلافًا، بينما استشهد معارضون بارزون بالسجون في ظروف مرتبطة بحالتهم الصحية، بينهم المرشد العام السابق للإخوان مهدي عاكف، ورئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عصام دربالة.

وبالسنوات الأخيرة، أطلقت سلطات العسكر سراح المئات بعفو رئاسي على مراحل لأسباب بينها الوضع الصحي للسجين، كان أبرزهم المعارض والدبلوماسي السابق معصوم مرزوق.

وفي ما يلي، ترصد الأناضول بعض الحالات التي تعاني أمراضًا مزمنة بالسجون، وأوضاعًا غير مستقرة وفق محامييهم وذويهم:

** أبو الفتوح.. 14 نوعًا من الدواء

محاميه عبد الرحمن هريدي، قال في تصريحات إعلامية مؤخرًا، إن أبو الفتوح دخل السجن بأربعة أنواع من الأدوية، وحاليًا يعالج بـ14، في إشارة إلى معاناته طبيًا، بجانب "عزله في حبس انفرادي".

بينما قال نجله أحمد أبو الفتوح، الثلاثاء الماضي، عبر "فيسبوك"، إن والده (68 عامًا) "أبلغهم خلال زيارته مؤخرًا، بتعرضه لذبحة صدرية مرت بسلام، ولولا كونه طبيبًا أسعف نفسه بنفسه لكانت النتيجة مختلفة"، متهمًا السلطات العسكرية بـ"القتل البطيء" لوالده.

**القيادي الإسلامي أبو إسماعيل

مطلع الأسبوع الجاري، تحدثت تقارير حقوقية عن أن القيادي الإسلامي البارز حازم أبو إسماعيل، دخل في غيبوبة، بعد الاعتداء عليه داخل محبسه في سجن العقرب جنوبي القاهرة.

وأبو إسماعيل (58 عامًا) كان في طليعة القيادات الإسلامية التي قبض عليها يوم 3 يوليو 2013، حين انقلب العسكريون على الرئيس المنتخب الدكتور مرسي.

**البلتاجي ونجله

جددت أسرة القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، طلبًا موجهًا لسلطات الانقلاب العسكري بتوفير إشراف طبي متخصص له، أو نقله لمركز طبي متخصص على نفقتهم الخاصة، فضلا عن جمعه بشمله مع نجله المحبوس أنس، وفق ما تقره لوائح السجون، في ظل "تدهور حالته الصحية" بمحبسه الانفرادي.

وفي 3 مارس الجاري، طالب البلتاجي بعرضه على أحد المستشفيات لمعاينة حالته الصحية بعد إصابته بجلطة دماغية، في إحدى جلسات محاكمته.

والخميس، قالت السيدة سناء عبد الجواد، زوجة البلتاجي عبر "فيسبوك"، إن "الأسرة تتخوف على صحة البلتاجي منذ استشهاد الدكتور محمد مرسي، خاصة بعد معاناته الصحية في الفترة الأخيرة، وكذلك نجله أنس "في ظل أنباء مقلقة عنهما، وفي ظل منع تام عن الزيارة وعدم وجود أي تواصل".

**متحدث الإخوان محمولاً على الأكتاف

المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، جهاد الحداد (38 عامًا)، تم اعتقاله في سبتمبر 2013، تحدث في أكثر من مناسبة عن معاناته بمحبسه من وضع صحي غير مستقر.

ووفق أحاديث متكررة لأسرته، يدخل الحداد جلسات محاكمته محمولاً من قبل أفراد الأمن، لعدم استطاعته الوقوف على قدميه بسبب عجز ركبتيه.

**الحقوقية هدى عبد المنعم

في إحدى جلسات محاكمتها، قال المحامية والناشطة الحقوقية هدى عبد المنعم للقاضي، إنها لا ترى أي حقوق إنسانية بمحبسها، ولا يسمح لها بالزيارة، ويتم إحضارها لقاعة المحكمة محمولة من قبل الأمن لعدم قدرتها على الحركة.

وفي تصريحات إعلامية سابقة، قالت أسرة هدى (60 عامًا) التي تم اعتقالها قبل أشهر، إنها فقدت الكثير من وزنها، وتبدو عادة بحالة نفسية سيئة يصاحبها عدم اتزان وقلق.

**الصحفي معتز ودنان

منذ اعتقاله قبل نحو عام ونصف، يعاني الصحفي معتز ودنان، من أوضاع صحية غير مستقرة، فيما قالت أسرته في بيان قبل أيام، إن معنوياته انهارت لدرجة تمزيقه لملابسه.

ومعتز (ثلاثيني) يحاكم حاليًا على خلفية مقابلة صحفية مع هشام جنينة، الرئيس الأسبق للجهاز المركزي للمحاسبات، والأخير يعتبر أعلى جهاز رقابي بمصر.

أما جنينة، فهو محبوس حاليًا، وقد طرح اسمه كنائب للرئيس في حملة رئيس الأركان الأسبق سامي عنان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قبل أن يتم حبس الثلاثي.

وذكرت الأسرة في بيانها، أن معتز أعلن إضرابه عن الطعام أكثر من مرة ويتعرض للتعذيب ومضايقات عدة.

**الفريق عنان

الفريق السبعيني سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق، محبوس في "ظروف غامضة" وتصاعدت أنباء عن تدهور صحته مؤخرًا، وأنه يرقد بمستشفى المعادي العسكري (جنوب القاهرة)، وفق تقارير صحفية صيف العام الماضي.

ولم تعلق أسرته أو محاميه أو على ما يتردد، ولم يظهر عنان للعلن منذ اعتقاله.

وأُحيل عنان، للمحاكمة العسكرية مطلع 2018، على خلفية اتهامات بأنه خالف القواعد بالترشح دون إذن عسكري كونه لا يزال بالخدمة وفق القانون.