تحدث "المعهد الأورشليمي الإسرائيلية" للشؤون العامة والدولة، عن مجريات العملية العسكرية المصرية في سيناء، وبحث تبعاتها الداخلية والخارجية.


وأشار الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية يوني بن مناحيم، إلى أن هناك مخاوف جدية في أوساط أهل سيناء، حول ما يتردد بشأن نوايا الجيش المصري بـ"محو" مدينة رفح المصرية عن الوجود، ضمن الجهود العسكرية التي يبذلها لملاحقة تنظيم داعش والمجموعات المرتبطة به.


وكشف النقاب أن الأيام الأخيرة شهدت شروع الجيش المصري بتنفيذ المرحلة الأخيرة من إقامة المنطقة العازلة بين مصر وقطاع غزة بعرض خمسة كيلومترات، وقد تم استقدام المعدات العسكرية الخاصة لهذا الغرض، بينها مئات الدبابات وآلاف الجنود وحاملات الجند ومعدات هندسية ثقيلة وقوات خاصة.


بن مناحيم، الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، نقل عن عناصر بدوية أن العملية العسكرية المصرية تجري بالتنسيق مع إسرائيل، ولذلك تم إدخال قوات عسكرية كبيرة بما يتناقض مع اتفاق كامب ديفيد للسلام بين القاهرة وتل أبيب.

 

 

وأضاف: "بدأ الجيش المصري سلسلة واسعة من عمليات الهدم، وإخلاء المواطنين بغرض توسيع المنطقة العازلة، في ظل حصول اشتباكات مع مسلحي تنظيم الدولة، باستخدام أسلحة نارية وقذائف آر بي جي، مع تزايد التسريبات التي تتحدث عن توجه عسكري واسع في مصر لتوزيع المصريين في مناطق مختلفة من سيناء لفرض سيطرة الجيش الكاملة في شمال شبه الجزيرة".


وأكد أن ذلك يتكرر بمدينة العريش بغرض إقامة منطقة عازلة محيطة بالمطار، بعرض خمسة كيلومترات، ومن الواضح أن الجيش المصري يهدف لضم نصف مساحة المدينة، وتحويلها لمنطقة أمنية، وبدأ بهدم المنازل وإخلاء المواطنين.


وأوضح أن الخطة الحقيقية للجيش المصري ليست واضحة إلى الآن، لكن تزايد القوات العسكرية وحجم المعدات الهندسية التي تصل لسيناء يثير مخاوف سكانها، لأن السنوات الأربع الماضية من تنامي قوة تنظيم داعش لم تمنح ا عبد الفتاح السيسي إمكانية القدرة على تحقيق إنجازات عسكرية في مواجهته.

 

 

وختم بالقول: "في ظل اقتراب مسرحية الانتخابات الرئاسية، يبدو أن السيسي بحاجة ماسة لتحقيق أي من هذه الإنجازات الأمنية يقدمها للشعب المصري، رغم ضمان نجاحه في انتخابات لا يتنافس معه أحد ذو قيمة حقيقية".


تسفي مزال السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر قال إن "السيسي يبحث عما أسماها صورة انتصار عقب فشل الجيش المصري بصورة قاسية في وقف عمليات تهريب الأسلحة الواصلة عبر الحدود مع ليبيا، المنتشرة على طول 1200 كيلومتر، حيث تتزايد في قلب الصحراء، وتشمل شاحنات مليئة بالمواد المتفجرة، تعرف طريقها من شرق نهر النيل وصولا لسيناء".

 

وأوضح أن الجيش المصري ليس معتادا على خوض حروب العصابات، مما جعله يلجأ للطريقة السوفيتية المتمثلة بتركيز القوات العسكرية بمنطقة واحدة، لكن هذا الأسلوب لا يمكن القوات المسلحة من دخول الأنفاق والمغارات التي يتخفى فيها المسلحون، الذين يحوزون صواريخ كورنيت ضد الدبابات القادرة على الانطلاق من مسافة خمسة كيلومترات.