انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية صمت وزير خارجية أمريكا، ريكس تيلرسون، حيال موجة القمع التي تنفذها سلطات الانقلاب العسكري في مصر، وذلك خلال زيارته الاثنين العاصمة المصرية القاهرة.

وقالت الصحيفة إن تيلرسون لم يزر القاهرة خلال السنة الأولى من منصبه، وهو من وقف وراء قرار خفض المساعدات الأمريكية لمصر في أغسطس الماضي؛ احتجاجاً على سياسات زعيم عصابة الانقلاب المصري، عبد الفتاح السيسي، وهو ما أحدث صدمة كبيرة لدى المسؤولين المصريين.

نهج تيلرسون يتناقض كثيراً مع سلفه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق، فعلى الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب وصف السيسي بأنه رجل رائع، خلال القمة الأمريكية الإسلامية التي عقدت في الرياض مايو الماضي، فإن ذلك لم يغير قناعات تيلرسون حيال موجة القمع بمصر، وهو ما دفعه إلى الوقوف ضدها وإصدار قرار خفض المساعدات.

تيلرسون الذي استهل جولته في الشرق الأوسط من القاهرة كان حريصاً على إظهار الدعم القوي لجهود السيسي الأخيرة في زعمه مكافحة الإرهاب والعمليات العسكرية الجارية في سيناء، كما أنه تجنب توجيه أي انتقاد حتى لو كان بسيطاً للإجراءات القمعية التي ترافق حملة الانتخابات الرئاسية، التي ينظر إليها على نطاق واسع بأنها حملة لإعادة انتخاب السيسي رئيساً لمصر.

وقال خلال زيارته للقاهرة إن واشنطن ملتزمة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة "ليس فقط في مصر وإنما في أي بلد آخر"، ولكنه في الوقت نفسه رفض التعليق على الحملة الشرسة من عمليات القمع التي طالت خصوم السيسي خلال الشهر الماضي.

النغمة التصالحية كانت سائدة خلال زيارة تيلرسون القاهرة ولقائه بنظيره المصري الانقلابي سامح شكري وأيضاً السيسي، ويبدو أنها جزء من منهجية زيارته إلى الشرق الأوسط التي تشمل أربع دول أخرى، حيث يسعى من خلالها إلى التركيز على استقرار المنطقة عقب هزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق.

وكان الانقلاب قد أعلن عن حملة عسكرية كبرى ضد تنظيم الدولة في سيناء، وأسمتها القوة الغاشمة لملاحقة مقاتلي التنظيم، حيث أشارت البيانات الرسمية المصرية إلى مقتل نحو 311 شخصاً.

وبعيداً عن اللقاءات الرسمية التي عقدها تيلرسون في القاهرة، فإن مسؤولين أمريكيين قالوا إن وزير الخارجية الأمريكي ما زال غير راض عن أوضاع مصر، والتي تسببت في برود العلاقة بين القاهرة وواشنطن بأغسطس الماضي، مؤكدين أن اللقاءات الخلفية للوزير الأمريكي مع المسؤولين المصريين أكدت أن هذه الخلافات لم تنته.

ويؤكد المسؤولون الأمريكيون للصحيفة أن تيلرسون ما زال قلقاً بشأن معاملة السيسي للمجتمع المدني والجمعيات الخيرية، التي صدر بحقها قانون صارم في مايو الماضي أجبرها على الإغلاق.

وكان تيلرسون قد قال إنه ناقش أهمية حماية وتعزيز حقوق الإنسان وبث الروح الحيوية في المجتمع المدني.