نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية حوارا مع الدكتورة الفرنسية كلير مونيه-فييه، أجابت فيه عن عدة أسئلة تشغل بال النساء اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل.
 
وقالت الصحيفة، في حوارها، إن الدكتورة كلير مونيه فييه، المختصة في أمراض القلب ورئيسة قسم طب الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم في معهد لونغ هارت في مستشفى جامعة ليل، سلطت الضوء على بعض التساؤلات التي تطرحها العديد من النساء حول مخاطر حبوب منع الحمل.
 
على مستوى القلب والأوعية الدموية، هل تشكل حبوب منع الحمل دائما مشكلة؟

أكدت الدكتورة أن الإجابة في هذه الحالة هي لا. فباستثناء الحقن، عادة ما تكون وسائل منع الحمل المكونة فقط من البروجستين آمنةً. وبالنسبة للحبوب وغيرها من موانع الحمل، التي تجمع بين الإستروجين الصناعي والبروجستيرون، فإن المخاطر تعتمد على تركيبة وجرعة الإستروجين.
 
في الواقع، ينشّط دواء إيثينيل إستراديول عملية تصنيع بروتينات التجلط إلى جانب تنشيط هرمون ينشأ عن أشكال معينة من ارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة إذا تجاوزت كميتها الـ30 ميكروغراما، وهي نسبة أكثر أو أقل كثافة اعتمادا على نوع وجرعة البروجستين.
 
وبينت المختصة أن هذه المخاطر تزداد مع تقدم المرأة في العمر والتعرض لعوامل أخرى من قبيل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين والسمنة. فعلى سبيل المثال، يتضاعف احتمال الإصابة باحتشاء عضلة القلب بنسبة 2.2 لدى المرأة في سن الثلاثين إذا كانت تستخدم حبوب منع الحمل الإستروجينية، وكذلك بنسبة 10.6 إذا كانت تدخن. وفي سن الأربعين، ترتفع الأرقام إلى حدود 7.1 و58.6 على التوالي، خاصة في ظل التأثير الضار للتبغ.
 
ما هي مخاطر وموانع استعمال حبوب منع الحمل المركبة؟

أفادت المختصة بأن خطر الإصابة بتجلط الدم، والتهاب الوريد، والانسداد والحوادث الأخرى التي تؤثر على الأوردة يكون عادة في حدود أربع إلى ثماني حالات لكل 10 آلاف امرأة، ممن يعتمدن حبوب منع الحمل المركبة. لكن الخطر يزداد في السنة الأولى من العلاج، وهو ما يؤكد ضرورة استشارة مختصين في المجال منذ الوهلة الأولى.
 
في هذا السياق، يجب على كل من الطبيب والصيدلي التأكد من عدم وجود موانع لاستعمال هذه الحبوب، على غرار التدخين وارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة أو أن الشخص يعاني من الصداع النصفي أو بعض أمراض القلب والأوعية الدموية أو الولادة قبل وقتها، أو ما إذا كانت هناك عوامل تزيد من خطر التعرض إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، سواء لدى الأب أو الأم أو الإخوة والأخوات قبل سن الأربعين أو الخمسين.
 
وأوضحت الدكتورة أن وسائل منع الحمل المركبة، أي التي تحتوي على الإستروجين والبروجستين، لا تعرض المرأة لخطر الإصابة بمرض شرياني إلا في حالة عدم أخذ موانع الاستعمال بعين الاعتبار. وفي نهاية المطاف، تختفي جميع المخاطر عند توقف العلاج، وليس هناك أي تأثير بعد ذلك.
 
إذا تم استخدام وسائل منع الحمل المركبة عن طريق الفم، فماذا يجب أن نختار؟

أوردت الدكتورة أن الحبوب المركبة لمنع الحمل الأقل خطورة هي حبوب الجيل الثاني، لأن البروجستين الذي تحتوي عليه، أي الليفونورغيستريل، هو الذي يقلل من التأثير السمي للإيثيل إستراديول. وبالنسبة للنساء الحساسات تجاه هذا النوع من الحبوب، سيكون من الأفضل لهن، وصف حبوب الجيل الثالث والرابع، وذلك فقط إذا كان خطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية منخفضا للغاية.
 
وأضافت الدكتورة أن القاعدة في ما يتعلق بحبوب منع الحمل تختلف من حالة لأخرى. في هذه الحالة، من الضروري أن تقع استشارة المريضة، لا سيما إذا كان لديها حساسية في ما يتعلق ببعض الآثار الجانبية من قبيل توتر الثدي، والرغبة الجنسية أو الحالة المزاجية. وإذا تطلب الأمر تغيير الحبوب يجب التحقق ثانية من وجود أي مخاطر من قبل الصيدلاني.
 
وفي الختام، أشارت الدكتورة إلى أنه إلى جانب وجود حبوب منع الحمل التي ترتكز فقط على هرمون البروجسترون، التي تعد جيدة نوعا ما خاصة في ما يتعلق بزيادة الوزن، يمكن للنساء استخدام وسائل منع الحمل الأخرى التي يقع تثبيتها داخل الرحم، على غرار اللولب الرحمي، بمن في ذلك لدى النساء الشابات اللاتي لم ينجبن أبدا.