إبراهيم بدوي :

 

لقد أرقتني وأرقت كل حُر شريف كلمة ( رِعَاع ) التي أطلقها - على السَّواد الأعظم من الشعب - رجل أغثر، أرعن ، أخرق ، مِزواج ، مُتصابي ، مُتعالى ، مُتذاكي لا حظ له من الدنيا إلا لقب أجوف لا يصل إليه إلا من دفع ضريبته من كرامته حتى تنفد، ومن دينه حتى يَبلى ويَخْلق .

إن كلمة " رعاع " هذه ، بها من الجُرم والكراهية لهذا الشعب الكريم ما لا يقل عما تم تدوينه في سِجلات الجرائم الكبرى في حق هذا الشعب الطيب منذ الثالث من يوليو وحتى يومنا هذا .

- إن من سفكوا الدماء في رابعة والنهضة تعاملوا مع من أمامهم على أنهم رعاع .

- إن من سفكوا الدماء في مذبحة الحرس الجمهوري والمنصة ورمسيس والقائد إبراهيم تعاملوا مع من أمامهم على أنهم رعاع .

- إن من حرقوا سيارة الترحيلات بمن فيها تعاملوا مع من بداخلها على أنهم رعاع .

- إن من يسفكون الدماء في الميادين وداخل البيوت وفي كل مكان يتعاملون مع من أمامهم على أنهم رعاع .

- إن من يمنعون الدواء عن مريض والطعام عن أسير جائع يتعاملون مع من أمامهم على أنهم رعاع .

- إن من يأسروا النساء والبنات ويعتدون على الحرمات والعورات يتعاملون مع من أمامهم على أنهم رعاع .

- إن من يقيمون العلاقات الدافئة مع أعداء الدين والوطن ويحكمون الشعب بالحديد والنار يتعاملون مع من أمامهم على أنهم رعاع .

- إن من يفتحون الوطن على مصراعيه لكل بَغِي ولكل متآمر ويُضيقون على المخلصين من أبنائه ويُقصونهم يتعاملون مع من أمامهم على أنهم رعاع .

- إن من ينهبون خيرات البلاد ولا يتركون للشعب إلا الفتات ويتعمدون أن يكون الشعب بلا تعليم ولا صحة ولا أخلاق ولا هوية ولا انتماء يتعاملون مع من أمامهم على أنهم رعاع .

- إن القائمة طويلة وأطول من أن تُحصى وبها من التجاوزات ما يزكم الأنوف وما يعرفه القاصي والداني فلقد فاض الكيل وبلغ السيل الزبى .

* إن الفرق بين من وصف الشعب بـ ( الرعاع ) وبين غيره أنه قالها بينما غيره فعلوها قبل أن يقولونها .

* إن الذي وصف الشعب بـ ( الرعاع ) ليس هو أول من قالها فلقد فعلها قبله ( الزند ) عندما قال : " أنتم العبيد ونحن الأسياد "، وإن هذه الكلمة هي أقل ما تخفي صدورهم فما تخفي صدورهم أكبر من ذلك بكثير.

- قبل أن أنهي كلامي أنوه وأقول أنني كلي ثقة ويقين بأن صاحب مقال ( الرعاع ) لم يكتب منه حرفاً واحداً ولذلك تعمدت أن أتعامل معه بألفاظ تضطره ليفتح المُعجم الذي نوه إليه في مقاله، فهذه المؤسسة ليس بها من يُنمق الكلام ويُصيغه بهذه الدرجة حتى ولو لبس ثياب الواعظين .

- وحتى لا أفرغ غُصتي في سطور، وحتى لا تخمد جَذوتي في كلام، فإن أنسب رد من الشعب على هذه الكلمة - لكي يثبت أنه ليس كما قال - هو أن يتصرف الشعب تصرفات ( الرِّعاع ) ولو لساعة واحدة ليجتث هذه الشجرة الخبيثة من جذورها ثم يهدأ بعد ذلك لكي يُعيد ترتيب البيت ليتناسب مع شعب كريم ودولة كريمة في حجم مصرنا الكريمة . فهل سيفعلها ؟

 

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر