دعا الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، جميع الأطراف المعنية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار السائد في محافظة عدن، جنوب غربي اليمن، والدخول في حوار لحل الخلافات.

وقال في بيان له: "منذ تصاعد العنف في عدن، الأربعاء الماضي، ظلت الأمم المتحدة تركز على البقاء هناك، وتقديم البرامج الأساسية لإنقاذ الأرواح فيها، وفي المحافظات المجاورة".

وأوضح البيان، أن "34 منظمة إنسانية تعمل حاليا في عدن، وتقدم معونات غذائية إلى 1.9 مليون شخص شهريا، والمياه الصالحة للشرب لنحو 1.6 مليون شخص".

وأضاف: "كما أن لدى الوكالات الإنسانية أيضًا 2000 عبوة من أدوات الاستجابة السريعة في وضع الاستعداد، وتتضمن هذه العبوات المواد الغذائية الأساسية ومستلزمات النظافة في حالات الطوارئ".

وأشار البيان، إلى أن "ميناء عدن، الذي يعد أحد البوابات الرئيسية للبضائع التجارية والإنسانية إلى اليمن، لا يزال يعمل، كما تمت إعادة فتح المطار أيضًا، ومعظم الطرق مفتوحة في عدن".

والسبت الماضي، سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتيا، على معظم المواقع والمعسكرات التابعة للحرس الرئاسي الموالي للحكومة اليمنية الشرعية.

ومنذ 2015، تقود السعودية والإمارات تحالفًا عربيًا ينفذ عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

"نقص الأدوية بالمستشفيات"

على صعيد ذات صلة، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية تعاني منه المستشفيات في عدن جنوبي اليمن.

وقالت اللجنة في بيان صحفي، الثلاثاء، نشرته على تويتر، إن "مستشفيات مدينة عدن تكافح لمواصلة عملها وهي بأمسّ الحاجة إلى الإمدادات الأساسية بعد أيام من القتال خلّفت أعدادا كبيرة من القتلى ومئات الجرحى".

وأضافت: "تعذّر على الكثير من الجرحى الذين بقوا عالقين بسبب الاشتباكات الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، فلقى بعضهم حتفه".

وذكرت، أن فريقا ميدانيا تابعا للجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) زار الإثنين مستشفيين وزوّدهما بمستلزمات جراحية تكفي لعلاج 100 جريح، إضافة إلى فرش ونقّلات وأكياس للجثث.

ونقل البيان على لسان رئيس مكتب بعثة اللجنة الدولية في عدن ماتياس كامف، أن "القتال الذي استمر 72 ساعة كان يدور بالأسلحة الثقيلة، ويشتد في ساعات النهار".

وتابع: "بقي 200 ألف شخص على الأقل دون مياه صالحة للشرب بسبب تدهور الأوضاع".

وأوضح: "سعت لجنته بالتنسيق مع بعض المنظمات والسلطات، إلى إعادة "المياه" في وقت كانت المدينة تستعد فيه لعيد الأضحى، حيث تُقفل مرافق العمل وتجتمع الأسر للاحتفال بالعيد".

ووفقا لماتياس، فإن تداعيات النزاع المستعر في أنحاء شتى في اليمن وتدهور الوضع الاقتصادي وانعدام الأمن الغذائي وانهيار الخدمات العامة الأساسية تكبّد السكان اليمنيين أضرارا فادحة.

وأوضح: "ما حدث لسكان مدينة عدن ليس حالة منعزلة بل هو يحدث كل يوم في جميع أنحاء اليمن، ولابدّ من اتخاذ القرارات السياسية اللازمة لوضع حّد لمعاناة السكان".

وأشار إلى أن "342 ألف شخص تلقوا مساعدات إغاثية غذائية، وأموالا نقدية من اللجنة، خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني، إلى يونيو/ حزيران من العام الحالي".

كما استفاد 3 ملايين شخص من أنشطة اللجنة الدولية في مجالي المياه والصرف الصحي في اليمن، فيما تلقى ما يقارب 13 ألف شخص العلاج في المستشفيات التي تدعمها اللجنة، وأُجريت أكثر من 5000 عملية جراحية لجرحى مصابين بالأسلحة في أقسام الجراحة بالمستشفيات نفسها، خلال تلك الفترة.