بدأت بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأحد عملها في مدينة دوما، للتحقيق في تقارير عن هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه، وشنت دول غربية على إثره ضربات غير مسبوقة ضد أهداف عسكرية للنظام قرب العاصمة وفي وسط سوريا.

وبعد ساعات من هذه الضربات، أعلنت منظمة حظر الأسلحة على موقع تويتر وصول فريق تقصي حقائق إلى دمشق ظهر السبت؛ تمهيدا للتحقيق في الهجوم الكيميائي في دوما الذي أدى إلى مقتل 78 شخصا، وفق مسعفين وأطباء محليين. واتهمت الدول الغربية دمشق بارتكابه باستخدام غازي الكلور والسارين.

وليس معروفا حتى الآن ما إذا كان الفريق توجه إلى دوما ليبدأ عمله الميداني، كما كان أعلن مسؤول سوري.

وقال معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان لفرانس برس: "سندعها (البعثة) تقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط".

وبعد نحو ثلاث ساعات من دخولنا إليه، شاهدت مراسلة فرانس برس نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مغادرا الفندق الذي يقيم فيه وفد المنظمة من دون الإدلاء بتصريح.

وعادة ما يبدأ المحققون عملهم بلقاء المسؤولين، لكن الاجتماعات تعقد خلف أبواب مغلقة، كما يفرض الطرفان تعتيما إعلاميا على مسار عمل وفد المحققين.

وطوال سنوات النزاع السوري، نفت دمشق استخدام أسلحة كيميائية، مؤكدة أنها دمرت ترسانتها في 2013 بموجب قرار أمريكي روسي، ما جنبها ضربة كانت تهدد بها واشنطن إثر اتهامها بهجوم كيميائي أودى بحياة المئات قرب دمشق.

وتعهدت المنظمة في بيان السبت بأن يواصل فريقها مهمته "لإثبات الحقائق".

أدلة الموقع

وتواجه البعثة مهمة صعبة في سوريا بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسية نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية. وتتعلق المخاطر أيضا باحتمال العبث بالأدلة في موقع الهجوم في دوما التي دخلتها قوات شرطة روسية وسورية.

ويقول رالف تراب، عضو ومستشار بعثة سابقة للمنظمة إلى سوريا، إن إزالة الأدلة من الموقع هي "احتمال يجب أخذه دائما في الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما إذا كان قد تم العبث بموقع الحادث".

وبعد ساعات من الضربات الغربية، أعلنت دمشق سيطرتها بالكامل على الغوطة الشرقية بعد إجلاء آخر مقاتلي جيش الإسلام من دوما.