لا زالت أصداء الاعتداء الذي تعرض له عدد من الإعلاميين المصريين الموالين للانقلاب العسكرى الذين رافقوا عبد الفتاح السيسي رئيس عصابة الإنقلاب الأسبوع الماضي، خلال مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك وعلى رأسهم يوسف الحسيني تتردد في القاهرة.

ويبدو أن صفع "الحسيني" على قفاه قد أحدث حالة من الانزعاج الشديد والغضب في أوساط إعلامي الانقلاب حيث عقد عدد كبير منهم اجتماعا مشتركا، السبت، مع مسؤولي المركز المصري لمكافحة الإرهاب لمناقشة تداعيات الحادث.

وأصدر المركز بالإشتراك مع "غرفة الإعلام المرئي والمسموع" التي يرأسها رجل الأعمال الانقلابى"محمد الأمين" صاحب قنوات "سي بي سي"، بيانا صحفيا، أكدوا فيه إدانتهم للاعتداء الذي قام به أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية على أعضاء الوفد الإعلامي المصري الذين كانوا يؤدون عملهم، بحسب البيان.

سحب الجنسية واعتبارهم إرهابيين

وأضاف البيان: أن الفيديوهات أثبتت اعتداءهم على الوفد الإعلامي المصري بألفاظ وعبارات يعاقب عليها القانون، كما تم الاعتداء بالضرب على بعض الإعلاميين دون توفير حماية أمنية لهم من الدولة المستضيفة لاجتماعات الأمم المتحدة، وهو ما يتنافى مع المعاهدات الدولية ومبادئ الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مخالفته لحقوق الإنسان، والاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية الصادرة عام 1966، ومواد الدستور الأمريكي.

واستنكر المركز تعرض أعضاء الوفد المصري لاعتداء على الأراضي الأمريكية دون اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد المعتدين، مطالبا الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم.

وأعلن "المركز المصري لمكافحة الإرهاب" تكليف المحامي الخاص به للانضمام لهيئة الدفاع عن الوفد الإعلامي المصري في البلاغات المقدمة داخليا وخارجيا، وإعداد مذكرة لوزير داخلية الانقلاب لسحب الجنسية من أعضاء الجماعة الإرهابية المعتدين على الوفد المصري وإدراجهم على قوائم الكيانات الإرهابية ووضعهم على قوائم ترقب الوصول إعمالا لقانون مكافحة الإرهاب علىحد قولهم.

وقال "عبد القادر فريد"، نائب رئيس المركز المصري لمكافحة الإرهاب، إن الصفحات الشخصية لبعض المعتدين على الوفد الإعلامي المصري أظهرت رفعهم لعلامة رابعة ما يؤكد انتماءهم لجماعة الإخوان المسلمين وانعقاد النية والعزم للقيام بالاعتداء على الإعلاميين المصريين، ما يعد دليلاً ومستنداً كافياً لطلب سحب الجنسية منهم لإهانتهم للدولة المصرية.

الإعتداءات تكررت كثيرا

وفي الكلمة التي ألقاها في المؤتمر، قال يوسف الحسينى، الذي تعرض للضرب على القفا مرتين خلال تواجده في نيويورك، إن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الوفد الإعلامي المرافق للسيسي للإعتداء، ولكن تكرر أربع مرات من قبل في فرنسا وأمريكا وألمانيا، حينما تم الاعتداء عليه في أيلول/ سبتمبر 2014 في نيويورك أيضا، وما حدث مع الإعلامي أحمد موسى في فرنسا، وما حدث مع الفنانين المصريين في ألمانيا هذا العام.

وأضاف الحسيني أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد المعتدين في كل تلك المرات، مشيرا إلى أن السبب في الجرأة الواضحة للمعتدين هو يقينهم بأن الشرطة الأمريكية أو الخارجية المصرية لن تتخذ أي إجراءات ضدهم.

طلب الحماية من الرئاسة

من جانبه، قال رجل الأعمال "محمد الأمين"، رئيس غرفة الإعلام المرئي والمسموع، إنه كان من الواضح وجود تواطؤ بين الشرطة الأمريكية وبين أعضاء جماعة الإخوان المعتدين على الوفد الإعلامي، مؤكدا أن هذا الأمر يفرض على الإعلاميين المصريين ضرورة التنسيق مع مؤسسة الرئاسة لتوفير حماية أكبر للإعلاميين مستقبلا أثناء مرافقتهم للرئيس في رحلاته الخارجية.

فيما، دعا رجل الأعمال، إيهاب طلعت، المتخصص في مجال الإعلام إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتوضيح حقائق ما يحدث في مصر للعالم الخارجي عبر نشر بيانات مدفوعة في الصحف والمواقع الإلكترونية الغربية.

وكانت القنصلية المصرية في نيويورك قد أرسلت، في 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، مذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية الأمريكية تطالب بالقبض فورا على من قاموا بالاعتداء على أعضاء الوفد الإعلامي المصري في نيويورك، وأرفقت بالمذكرة مقاطع مصورة بالفيديو توثق عملية الاعتداء.