بقلم: د.ناصر البنهاوي
 
بعد مرور 24 ساعة على الحكم بالإعدام على الرئيس مرسي وإخوانه تجاوز عدد المقالات والتقارير والتغطيات الصحفية لهذه القضية الـ 1500 في الصحف الناطقة بالإنجليزية فقط. الحكم صاعق ومشين ويدعو للسخرية ويزعزع الثقة بمنظومة العدالة ودولة المؤسسات في مصر ويسيء إلى سمعة مصر وينفر السياح ويرهب المستثمرين الأجانب.
 
وتم الزج بشهداء حماس ومعتقليها في القضية والحكم عليهم بالإعدام رغم وفاتهم على الطريقة لصهيونية حتى تكون مصر والشعب المصري مادة للسخرية من جميع شعوب الأرض، وحتى يكون الحكم إشارة إلى أن مصر مكان لا يصلح للعيش ولا للسياحة ولا الاستثمار لأن المكان الأفضل لقضاتها هو المصحات العقلية لا منصّات المحاكم.
 
هل الحصول على رضا دولة الاحتلال الإسرائيلي يتطلب الزجّ بشهداء حماس في القضية والحكم عليهم بالإعدام؟؟ القاضي شعبان الشامي كان صهيونياً أكثر من الصهاينة. فالاحتلال يحكم على المجاهدين بالسجن المؤبد بعد الوفاة، لكن شعبان يحكم عليهم بالإعدام بعد وفاتهم.
 
هناك دلائل كثيرة على أن مصر تدار من تل أبيب، وأن أحكام القضاء تكتب فيها ثم ينطق بها في القاهرة. ومنها أن السيسي في خطابه السابق كان يخاطب الشعب الصهيوني ويستعرض إنجازاته في تضييق الخناق على غزة وتدمير الأنفاق وحرق مدينة رفح وتهجير أبنائها حتى يحرم غزة من متنفسها الوحيد.
 
وقال تحديدًا في خطابه: إن قواته نجحت في تدمير 80% من أنفاق غزة، وبطول 3 كيلو مترات. وأضاف "إن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي"، ولا أدري إذا كانت زلة لسان أو أنه ضم دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الوطن العربي؟!
 
ومما يدل على أن الحكم على الرئيس وأعضاء حماس وحزب الله بالإعدام هدفه نيل رضا "الإسرائيليين" هو ما تناولته الصحف من مظاهر فرح من الحكم على الرئيس مرسي بالإعدام.
 
الحكم على مرسي بالإعدام في جريمة لم يرتكبها -وحتى لو ارتكبها فعقوبتها 6 أشهر بحد أقصى- يعتبر حكما بالإعدام على الثورة المصرية. وجريمة تدمير سيناء وتهجير أبنائها وحصار غزة أبشع.
 
لذلك أحثّ الثوار أن يخصصوا يومًا للزحف إلى سجون الانقلاب ومحاصرتها للفت أنظار العالم. كما أدعوهم أن يزحفوا في مليونية إلى رفح والعريش وحدود غزة لكسر الحصار عليهم وكسر الحظر الإعلامي.