لم يصدر الانقلاب العسكري في مصر حتى الآن أي تعليق أو بيان إدانة علي إغلاق المسجد الأقصى، وما يتعرض له من انتهاكات علي يد قوات الاحتلال الصهيوني، وسط تعتيم إعلامي وتحريض علي قطاع غزة والشعب الفلسطيني واتهامهم بأنهم وراء قتل الجنود المصريين في سيناء.

وظهر تأثير ذلك في تعليقات الكثير من المواطنين في الشارع المصري، فبعد أن كان التضامن المصري في السابق مع الشعب الفلسطيني، والغيرة علي المقدسات الدينية، بدأت تظهر بعض الأصوات التي تقول أن هذا عقاب من الله ضد الشعب الفلسطيني، ولأول مرة ينقسم الشارع حول دعم القضية الفلسطينية والغيرة علي المقدسات الدينية.

ومن جانبه قال الدكتور ياسر زيادة -الخبير السياسي-: إن صمت السلطة الانقلابية إزاء ما تعرض له المسجد الأقصى من هجمات وحشية طوال الفترة الماضية ثم القرار بإغلاقه هو من الأمور غير المستغربة على هذه السلطة المستباحة لحرمة المساجد وذلك لكونها صاحبة سبق في هدم و تخريب المساجد.

أكد زيادة أن ما تحمله هذه السلطة الانقلابية من عداء للمشروع الإسلامي يجعلها تتردد في مجرد إصدار بيانات رفض وإدانة لما يحدث في الأقصى، وذلك لأن قائد الانقلاب اتخذ منذ البداية عداءه للإسلاميين وسيلة للترويج لنفسه ولاسيما في الخارج على وجه التحديد ليكتسب حلفاء دوليين خاصة من الدول التي تبرز عداء صريحا للإسلام والمسلمين.

وأضاف: إن الأقصى والقضية الفلسطينية برمتها لا تعني قائد الانقلاب من قريب أو بعيد وأن أكذوبته الكبرى التى سبق وأن روج لنفسه من خلالها وهي مقولته المشهورة "مسافة السكة" لم تكن سوى محاولة لادعاء بطولة وهمية سرعان ما كشفت الأيام زيفها.

ومن جانبه قال الدكتور يسري حماد، نائب رئيس حزب الوطن: إنه على الرغم من بشاعة القرار الذي اتخذته سلطات الاحتلال الصهيوني اليوم بإغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل، إلا أنه لم يعد من المستغرب أن نجد هذا التجاهل التام لما يحدث من قبل الأنظمة العربية بصفة عامة والنظام الانقلابي في مصر بصفة خاصة؛ لأن القضية الفلسطينية وقضية القدس لم تعد تدرج في أولويات هذه الأنظمة المستبدة، بعدما أصبحت الأولوية الأولى لها هي قمع الشعوب، ومحاربة الثورات التي تهدد عروشهم وبقاءهم.

وأضاف أن "مصر في ظل قيادتها الانقلابية الحالية لا يمكن أن يتحرك لها ساكن إزاء ما يشهده المسجد الأقصى من هجوم متواصل ثم إغلاق بشكل كامل، ليس فقط لأن القضية الفلسطينية لم تعد على رأس أولويات هذا النظام الانقلابي.. بل إن معادة الشعب الفلسطيني واستعداء الآخرين عليه أصبح جزءا رئيسيا من سياسته الرامية لكسب تحالفات دولية تكسبه شرعية زائفة، حتى ولو كان ذلك على حساب قضية المسلمين الأولى وهي قضية الأقصى".

وفي استطلاع رأي أجرته شبكة رصد لرأي المواطنين في الشارع حول إغلاق المسجد الأقصى تفاجأ الكثير من الجمهور بالخبر، حيث أبدو دهشتهم ولم يكن يعلمون الخبر.

في حين أبدي آخرون حزنهم من الخبر، ومنتقدين الصمت العربي، ومطالبين الأمة الإسلامية بالتحرك لإنقاذ مقدساتنا الدينية.

رصد