اتصالات قوية يجريها الانقلاب في مصر خلال الأيام السابقة لعقد مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين في ظل رفض الجماعة لكل المبادرات التي عرضت عليها للمصالحة.


وتعد مبادرة محمد العمدة النائب السابق، هي أبرز مساعي الانقلاب لعقد مصالحة مع الإخوان وإجبارهم للدخول في عملية سياسية، بعد إجراءه اتصالات مع تركيا وقطر في محاولة لعقد مصالحة.

حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أوردغان أنه تلقي رسائل من الانقلاب في مصر تطالب منه التفاهم، مضيفًا: "وسجلوا اعتراضهم علي خطابي وأكدوا تقديرهم لي وطالبو بالتحدث هاتفيًا معي، وقد رفضت التحدث معهم باعتبارهم حكومة انقلابية ولا يمكنني التحدث مع الانقلاب".

وبعد ذلك نقلت صحيفة "اليوم السابع" المؤيدة للانقلاب عن مصادر بحرينية قولها إن الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية يجري اتصالات مكثفة بين القاهرة والدوحة بهدف تقريب وجهات نظر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي والأمير تميم بن حمد حول عقد قمة عربية لحل الخلافات القائمة بين الدولتين.

وأشارت المصادر إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز ينسق الآن مع الكويت وعمان لعقد قمة عربية بين القاهرة والدوحة لإزالة الخلافات التي نشبت بين البلدين عقب انقلاب 30 يونيو.

وفي ظل حالة الشحن الإعلامي من الانقلاب ضد دولة قطر بسبب موقفها من انقلاب الجيش علي الرئيس محمد مرسي، بدأت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب في محاولة تحسين العلاقات في ظل دور قطر الكبير وتأثيرها في المنطقة.

وبدأت وسائل الإعلام الانقلابية في تبني خطاب تصالحي مع قطر التي ظلوا لشهور طويلة يهاجموها ويهيئوا الرأي العام المصري ضدها.

وطرحت صحيفة الوطن المصرية استفتاء علي صفحتها حول هل تؤيد جلوس عبدالفتاح السيسي مع أمير قطر، وبسبب أن هذة الصحيفة من مؤيدي للانقلاب فأن أغلب جمهورها رفض، وظهرت التعليقات علي "الفيس بوك" ترفض القاء وتهاجم فكرة التصالح.

ورغم رفض أغلب المشاركين إلا أن صحيفة الوطن أعلنت أن نسبة كبيرة من المشاركين تصل إلي 66% أيدت جلوس السيسي مع أمير قطر.

وأكد رواد "فيسبوك" أن هذه النتيجة غير حقيقية، وأن النتيجة الحقيقية هي أن أغلابية المشاركين يرفضون القاء.

وأتبعت عدد من الصحف الأخرى نفس أسلوب جريدة الوطن لجس نبض الجمهور، حيث أجرت صحيفة روزليوسف المؤيدة للانقلاب نفس الاستفتاء حول لقاء السيسي وأمير قطر
وأكد محللون أن الصحيفة تحاول تهيئة الرأي العام لعقد مصالحة مع دول قطر، وأن هذا الأستفتاء بداية لحملة إعلامية قوية لإقناع مؤيدي الانقلاب بضرورة المصالحة.

وأكد بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن هناك دولا عربية شقيقة تقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الجانب المصري والقطري، وليس سراً أن دولا بمجلس التعاون الخليجي تبذل جهودا في الوساطة بين الجانبين، إلا أن هذه الجهود لم تتمخض عن أي نتائج.